|


فهد الروقي
«الحراك الأزرق»
2021-05-05
أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا، ولذا فقد تأخرت الإدارة الهلالية في استقطاب مدرب بديل عن صاحب المنجزات العملاقة المقال “رازفان لوشيسكو”، وقد أظن بعد مرور فترة طويلة بأنهم سيكملون الموسم بـ “روجيرو ميكالي” مدرب الفئات السنية، الذي فشل فشلًا ذريعًا في انتشال الفريق، بل كان أحد أهم أسباب السقوط الآسيوي قبل أن تأبى البطولة خروج سيدها، ثم يتعاقدون مع مدرب كبير في الصيفية بعد أن علمت من بعض المصادر بأنهم يفاوضون مدربين كبار في القارة الأوروبية منهم السويسري “فافر”.
لكنني على يقين بأن علّة الهلال ليست فنية صرفة ولا إدارية محضة ولا عناصرية خالصة، بل هي “خليط” من هذا وذاك، فالإدارة لم تتعامل جيدًا مع ملف “بديل خربين” ولا وفقت في “فييتو” رغم إمكاناته الضخمة التي لم نشاهد منها سوى النزر اليسير، وتأخرت في التعاقد مع “مورايس”. المدربان المقالان أولهما لم يكن شجاعًا في إعطاء الفرصة للوجوه الشابة بعد أن شاهد الانخفاض الحاد فنيًا ولياقيًا عند جل اللاعبين، ولم ينتشل الفريق من سوء النتائج والشرود الذهني عند اللاعبين، في حين أن ثانيهما مارس “التخريب” ولا أعلم حقيقةً كيف حقق حلم السامبا في ذهبية الأولمبياد.
أما على مستوى العناصر خصوصًا المؤثرة منها، فهم يعانون من سوء الإعداد بسبب الجائحة، ثم الإرهاق نتيجة توالي المشاركات منذ الاستكمال ما بين النادي والمنتخب، مما نتج عنها إصابات كثيرة وكبيرة حرمت الزعيم من أغلب عناصره في فترات طويلة من الموسم، وبعضهم تأثر كثيرًا خصوصًا جهازه التنفسي بعد أن أصيبوا بالفيروس قبل انطلاق الموسم بأيام، وبعضهم لم يبدأ في المشاركة إلا متأخرًا.
محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه التي قامت بها الإدارة الزرقاء في التعاقد مع “مورايس” صاحب التجارب السابقة محليًا وقاريًا وتدعيم جهازه المساعد بالوطني الخبير عبد اللطيف الحسيني، والذي خاض نفس التجربة سابقًا وسرعة إحضاره بطائرة خاصة تستحق الإشادة، لكنها لا تكفي فالأمر حله عند اللاعبين إذا استشعروا خطورة المرحلة وقاتلوا في المباريات الخمس القادمة وأولاها مع الشباب المنافس الأقوى على اللقب، فهي التي ستحدد بقية مسارهم في البطولة الأطول والأغرب، والفوز بها إنقاذ لموسم متأرجح عجيب.

الهاء الرابعة
‏ ‏مَرّوا على الدارِ لا دقّوا ولا اكترثوا
‏ما عادَ في الحيِّ حيٌّ كُلهُمْ جثثُ
‏ما ثَمَّ صوتٌ لقرعِ البابِ يُوقِظنا
‏كأننا فتيةٌ في كهْفِهمْ لبثوا