|


عبدالرحمن الجماز
دوري بالتتويج ودوري بـ«التنقيب»
2021-05-28
لم يحمل تحقيق الهلال للدوري 17، والبطولة 62 في تاريخه أمراً جديداً، بل على العكس تماماً، حيث باتت مثل هذه المنجزات رغم “حلاوتها” شيئاً معتاداً لدى الهلاليين، لا يلبثون أن يفرحوا لفترات محدودة، ومن بعدها يأتي التفكير في “اللي بعده”.
وزعامة الهلال للأندية والآسيوية لم تأتِ من فراغ، فهي مسنودة بإرث كبير من المنجزات والبطولات، رفعت سقف الفوارق بينه وبين الآخرين إلى درجة عالية يصعب الاقتراب منها، فما بالك بالوصول إليها، حتى وإن حاول البعض اللجوء إلى طريقة “التنقيب” المضحكة، وهي بالمناسبة ابتكار حصري يعكس مدى الفوضى والعبث بسجلات البطولات من قبل أولئك الذين لا هم لهم سوى “التفريخ” والإتيان ببطولات ما أنزل الله بها من سلطان.
ولا مكان للشك أو الجدل أن الهلال بوضعه الحالي، وبالهيمنة المطلقة على البطولات، قد ساهم في قتل المتعة التي تنتظرها الجماهير، فالبطل هو البطل، وزاد من مساحة اليأس لدى “الحالمين” بتحقيق ولو جزء بسيط من إنجازاته وبطولاته، وليس منافسته، فهذا ضرب من الخيال، والتفكير فيه ربما أعده نوعاً من الجنون.
وظل وجود الهلال ثابتاً وحاضراً في كل المنافسات حدثاً اعتيادياً، وغيابه هو الاستثناء، وليس مثل غيره الذين يكون وجودهم وحضورهم وتحقيقهم للبطولة هو الاستثناء وهو الحدث الذي لا يتكرر في كل سنة كما يحدث مع زعيم الأندية السعودية وسيدها المطلق.
وأظن أن الحصول على 4 دوريات خلال خمسة مواسم، تعطي عنواناً واحداً، وأنه لا يوجد منافس حتى الآن للهلال، حتى وإن سعى فريق أو آخر للاقتران باسم الزعيم، على أمل لعل وعسى أن يكون قريباً منه، أو على الأقل يأتي اسمه على عجل في كل شاردة وواردة عن الهلال، وهو أسلوب وطريقة، ربما أثمرت وخدعت بعض الجماهير، ولكنها لن تستطيع الصمود للأبد، فالحقيقة واضحة والأرقام صعب تجاهلها.
عموماً، الحديث عن بطولات الدوري، يجرنا للتطرق لتلك المحاولات الحثيثة التي يجاهد بها البعض لـ”التنقيب” واستخراج بطولات جديدة لأنديتهم “بلا أحم ولا دستور” وفتح الباب على مصراعيه لـ”حراج” بطولات، كما أنه يطرح سؤالاً حيوياً، لماذا يقف الاتحاد السعودي لكرة القدم كجهة مشرعة، عاجزاً على إيقاف مثل ذلك العبث. أو على الأقل يكون راصداً للبطولات التي أقيمت تحت مظلته تنفيذًا للوعد الذي قطعه رئيسه للشارع الرياضي في فترة مضت.
وهل يجدر باتحاد وصل إلى درجة عالية من النضج والاحترافية ساقته لأن يجري مقترحات هامة على بطولة هامة مثل كأس العالم وينال الثقة بالتصويت على تلك المقترحات، وهو ما زال عاجزاً أن يوثق بطولات تقع تحت مظلته.. ذلك أمر عجب.