|


عبدالرحمن الجماز
الشاطري.. يفرّق ولا يجمع
2021-06-04
جاء تأسيس مجلس جمهور المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أخيرًا من قِبل الاتحاد السعودي لكرة القدم صادمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس كفكرة، وإنما في الشخوص الذين تم إسناد مهمة قيادة المجلس إليهم، وأعني هنا تحديدًا رئيسه فهد الشاطري، الذي سجل خلال الفترة الماضية تجاوزات لفظية عبر حسابه في تويتر في حق أهم رافد للمنتخب السعودي في الماضي والحاضر فريق الهلال، وهي تجاوزات لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، فما بالك إذا كان قائلها هو مَن يترأس مجلس جمهور لدعم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وفي أهم المراحل والاستحقاقات الكروية القارية والدولية.
أعرف مسبقًا أن هناك العديد من الملاحظات، وحالةً من عدم الرضا على القرارات التي اتخذها مجلس إدارة اتحاد القدم السعودي برئاسة ياسر المسحل، لكن لم يكن أحد يتوقع مثل تلك التعيينات الأخيرة.
ربما يأتي أحدهم مدافعًا عن قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن التعيين أصلًا قد جاء بالتصويت والترشيح، ولا علاقة لاتحاد القدم باختيار الاسم! وهنا أتساءل: أين دور اتحاد القدم في التدقيق في الأسماء المرشحة، فهو صاحب القرار، وهو الذي يملك القبول أو الرفض؟.
الواقع المحزن هو الذي جعل أحد المغردين “إبراهيم الجوير”، يعلِّق ساخرًا على قرار اتحاد القدم: “‏وآخرتها حاطين واحد بتبدأ مباريات المنتخب وبتخلص وهو ما بعد انتهى من حذف تغريداته المسيئة.
‏كرة القدم السعودية إلى أين؟”.
هذه التساؤلات في محلها، وتعيدنا إلى الحديث عن أهمية أن يكون المعنيون في اتحاد القدم على دراية تامة بما يدور في الساحة قبل اتخاذ قرارات غريبة، تأتي بنتائج عكسية، وتخلق الجدل، وتفرِّق ولا توحِّد، كما هو الحال في القرار الأخير.
الغريب أن رئيس مجلس جمهور المنتخب السعودي المعيَّن من قِبل الاتحاد السعودي لكرة، وفي أول ظهور له عبر برنامج “في المرمى” مع الزميل بتال القوس، تحدث عن ضرورة محاربة التعصب، وكان من الأولى أن يبدأ بنفسه على الأقل حتى يكون لمحتوى حديثه معنى وقبول لدى المشاهد، وإن كنا نلتمس له العذر فربما كان حديثه الأول، بعد أن قام “بفرمتة” تغريداته السابقة المتهكمة على الهلال ونجومه.
الأغرب من هذا كله أن اتحاد القدم، الذي فشل أخيرًا، في توثيق البطولات التي تقع تحت مظلته، وفشل في إيقاف “حراج البطولات”، نجده يفشل أيضًا في اختيار مَن يقود مجلس جمهور المنتخب السعودي لكرة القدم، فلا يمكن أن يكون “المتعصب” قادرًا على جمع الصفوف وتوحيد الألوان على اللون الأخضر.