|


عبدالرحمن الجماز
وزير الرياضة وتمويل الهلال
2021-06-18
يتناوب بعضهم على ترديد تساؤل، أعدُّه ساذجًا، وهو: مَن يموِّل الهلال؟
إذ كيف لهذا النادي أن يكون مختلفًا عن أقرانه من الأندية الأخرى، ويحقق البطولات، ويوقِّع الصفقات، ويظل بلا ديون، أو بالكاد تكون ديونًا صغيرة، والتزامات معتادة، تمَّ سدادها، كما هو الحال مع الديون الأخيرة، التي منعته من الحصول على شهادة الكفاءة المالية، وتمَّ التعامل معها كما يجب، وانتهت، وأصبحت من الماضي؟
الغريب أن مثل هؤلاء يتعاطون مع تلك الأمور بكل سذاجة، ودون تقصٍّ، ودون معرفة الأشياء بكل تفاصيلها لمعرفة السبب الحقيقي الذي أبقى الهلال بلا ديون، أسوةً ببقية الأندية الغارقة في مئات الملايين من الديون.
وبعيدًا عن أن الهلال يملك داعمًا كبيرًا، يعدُّ أحد أثرياء العالم، وهو الوليد بن طلال، الغني عن التعريف، وخلافًا للشركات الراعية للنادي، التي تمثل نموذجًا رائعًا، أو حتى ما تقدمه الجماهير عبر مبادرة “ادعم ناديك”، فإن الهلال يملك إدارة رشيدة وواعية، يقودها فهد بن نافل، قدمت فيما مضى دروسًا عملية في كيفية صنع فريق بطل، يحصد الأخضر واليابس وبلا ديون.
أعتقد أنه كان من الأولى على أولئك الأشخاص البحث عن أسباب الديون المتراكمة على أنديتهم، على الرغم من الدعم غير المسبوق ومئات الملايين التي دخلت خزائنها، بدلًا من البحث عمَّن يموِّل الهلال، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتلقى خزينة ناديك ما يقارب نصف مليار، وفي النهاية تصبح مديونًا، وتُحرم من فترة التسجيل، ولا تنال شهادة الكفاءة المالية. هذا ما يجب أن تثار حوله الأسئلة، وتُفتح من أجله الملفات، بدلًا من الحديث عن الهلال والانشغال به في كل صغيرة وكبيرة.
أمر آخر يستحق الحديث عنه، وهو تزكية الأمير عبد العزيز بن تركي رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم لفترة رئاسية جديدة، فهذا الأمر يعدُّ دليلًا على أهمية الوجود السعودي في كل المفاصل الرياضية المهمة، وتتويجًا للشغف الذي يتمتع به الأمير عبد العزيز بن تركي، الذي أحدث نقلة كبرى في طريقة العمل المؤسسي لوزارة الرياضة السعودية، ونظام الحوكمة والكفاءة المالية، ما أحدث فعليًّا نقلة نوعية، ننتظر رؤية نتائجها في المستقبل القريب بشكل أوسع وأعم، وأن تخلق جيلًا من “الإدارات الراشدة” التي تقضي على العبث المالي الحاصل الآن، وتنهي ما تعانيه الأندية من مديونيات ما أنزل الله بها من سلطان.