|


فهد الروقي
«الإيجاز في مقال الجماز»
2021-06-25
كتب الزميل عبد الرحمن الجماز في زاويته الشهيرة أمس الأول مقالًا جميلًا كعادته، عنونه بـ “أنا كتبتها بنفسي”، في إشارة إلى تغريدات رئيس النصر الحالي الزميل والعزيز أيضًا مسلّي آل معمر. حتى وإن كانت أحرف الجماز “من ورى التريلات”، لكنها كانت توضح ما بين السطور وعميقة في معناها.
وللأمانة، لم يوفَّق الرئيس النصراوي في تغريداته تلك، خاصةً “أنا كتبتها بنفسي”، وفيها إدانة له قبل أن يكون “لمزًا وهمزًا” في الآخرين، خاصةً أنه عُرِفَ بدماثة الخلق والهدوء والرزانة، والبعد عن المهاترات كإعلامي، فمن باب أولى أن تتواصل وتستمر معه هذه السمات، لا أن تتحوَّل للضد، وهذا يدعم مقولة شهيرة: “إن النصراوي يتمتع بأروع الصفات لكن حينما يتعلق الأمر بالنصر تنقلب إلى أضدادها”.
مسلّي الذي كان يطالب النصراويين “صوتًا وصورة” مع الزميل بتال القوس “في المرمى” بمحاربة العدو الوهمي، ثم في “الوردية” ككاتب مميز بالاقتداء بالهلال، ووضعه النموذج الناجح، بمجرد أن تربع على كرسي الرئاسة الصفراء تحوَّل إلى شخص آخر، وتشرَّب من النسق الثقافي الأصفر المليء بالشكوك والظنون، فمن كان يحارب الإيمان بالعدو الوهمي، أصبح يقرُّ به ويصدّره، ومن كان سمو فكره يقوده إلى مناصب قيادية في المنظومة الرياضية، أصبح يتحدى النظام، ويرفض مبدئيًّا توثيق البطولات، وهو الذي طرح سابقًا عدد بطولات النصر في الدوري تحديدًا، ويقرُّ بأنها العدد الحقيقي، وعندما أمسك، أو أُمسِك الرئاسة، أصبح يردِّد الرقم الوهمي “17”، وهو يعلم علم اليقين بأنه رقم غير صحيح، لكن ضريبة رئاسة الأصفر البراق أن تسير وفق مفهومهم، وتنساق خلف رغباتهم، وتؤمن بأفكارهم، وتتخذ الصدامية طبعًا، والتجاوزات ديدنًا حتى وإن كنت صاحب طبع هادئ.
مَن يستغرب ويسأل كيف تحول الإعلامي الهادئ إلى رجل صدامي، يبحث عن الإثارة حتى وإن كانت جوفاء، ويسعى إلى رضا مدرج حتى وإن كان في ذلك نسف لكل مبادئه وقناعاته السابقة، فعليه أولًا أن يعرف كيف أصبحت 26 بطولة 48، وكيف أصبح رقم الدوريات من ثمانية إلى 17، وكيف كانوا “كلهم” وليس جلهم يؤمنون بالأرقام الصحيحة، ثم انقلبوا فجأة، واقتنعوا بالأرقام الوهمية، وهل هناك تخطيطات مسبقة جعلتهم يرضون بأن يظهروا بهذا المظهر المتضاد والمتناقض دون أن يرف لهم جفن حياء.

الهاء الرابعة
يا مزخرف الغرب بعيون العرب وش تبي
‏سوالفٍ ما تبيّض صفحتك .. خلّها
‏لو تفتح كتاب واحد عن حياة النبي
‏تستحقر الناس وإنجازاتها كلها.