|


فهد الروقي
عصا جارديم
2021-07-02
وصل إلى الرياض قبل يومين مدرب الهلال “العالمي” ليوناردو جارديم صاحب المسيرة التدريبية المميزة وهو واحد من أفضل الأسماء التدريبية التي مرّت في تاريخ الأندية السعودية وقد كنت أعتقد أنه لن يحضر لدورينا خصوصًا بعد حضوره السابق وطريقته في ذلك ومغادرته الغريبة حينها وهي تعطي دلالة لأمرين لا ثالث لهما إما أنه دقيق جدًا على كل التفاصيل في عمله وإما أنه لا يرغب في العمل بشكل كبير وغير حريص على ذلك بالطريقة التي عمل ويعمل بها في أوروبا.
في حضوره الحالي نجح المفاوض الهلالي في إقناع المدرب بسهولة - حسب رئيس النادي فهد بن نافل - ولا أعلم تفاصيل هذا الإقناع ولكن يبدو أن المشروع الأزرق الذي تم تقديمه للمدرب كان مقنعًا له بدرجة عالية ويتماشى مع سياسة عمله الفني والذي يعتمد على المقدرات التي لديه سواء من عناصر الخبرة أو العناصر الشابة والبدء في تجهيز الإحلال بين اللاعبين خصوصًا أن معدل أعمار لاعبي الهلال الأساسيين تحديدًا مرتفع مع أن أكبرهم أمامه على الأقل ثلاث سنوات للعطاء بالشكل القوي الحالي.
ومع ذلك تعتبر هذه خطوة إدارية مهمة وسياسة هلالية ثابتة في التخطيط للمستقبل بغض النظر عن استمرار الإدارات وثباتها من تغيّرها.
وفق هذا المنظور فإن عمل “جارديم” ليس لهذا الموسم فقط بل لما يليه من مواسم والمطلوب منه وضع لبنة الأساس وتدشين مشروع الإحلال وإن خدمته “الظروف” في الاستمرار مدربًا للأزرق - وأشك في ذلك - ليقيني بأن ساحتنا الرياضية غير مناسبة للاستقرار الفني وهي تضع المدربين الحلقة الأضعف في المنظومة وأي خلل في “نتائج” المباريات تتم إقالتهم دون أن يعطوا الفرصة الكاملة وأحيانًا لا يحظون بنصف فرصة.
والهلال “المتفرّد” في ثقافته عن كل الأندية المحلية إلا أنه للأسف يشترك معها في هذه القاعدة المضرة.
إجمالًا المدرب البرتغالي الشهير لا يملك عصا سحرية وهو مثله مثل غيره من المدربين سيتعثر خلال مسيرته وقد يخسر بطولات وإيقاع اللوم عليه وحده - كما يحدث عادة - ضرره أكثر من نفعه فهذا الإيقاع يجعل إدارات الأندية ولاعبيها بمنأى عن المحاسبة وقد يكونون هم السبب الرئيس في الإخفاق وليس المدربين.

الهاء الرابعة
‏وتقولُ عاذلتي وليسَ لها
‏بغدٍ ولا ما بعدَهُ عِلْمُ
‏إنْ الثّراءَ هوَ الخلودُ وإنّ
‏المرء يُكرِبُ يومهُ العُدْمُ