|


فهد الروقي
«ضاعت الموهبة»
2021-07-09
قبل سنوات خلت، اتصل بي “كشّاف عربي” يطلب مني إيصاله إلى رئيس نادٍ سعودي، شارك فريقه في بطولة دولية للفئات العمرية، وبرز فيه لاعب موهوب، وقد لفت أنظار أجهزة الفئات السنية في ريال مدريد، اتصلت برئيس النادي وأخبرته الأمر، واستأذنته بإعطاء الوسيط رقمه، وهو ما حدث فعلًا.
بعد أشهر التقيت بالرئيس، في مناسبة عامة، وسألت عن اللاعب، فأخبرني بأنهم وافقوا على انتقاله إلى أعظم فريق في التاريخ، لكن أسرة اللاعب رفضت ذهابه إلى مدريد، محتجين بصغر سنه.
بعد سنتين أو أكثر، دار حوار بيني وبين الرئيس المثالي، وأبلغني بأن اللاعب أصبح مزعجًا لمسؤولي الفئات السنية، لعدم انضباطه من جهة، ولانخفاض مستواه بشكل كبير.
وهكذا ظلت مسيرته، وهو مازال يافعًا، فتم إعارته إلى أكثر من نادٍ، لعله يستعيد ما فقده، لكن ذلك لم يحدث، وقد قرأت خبرًا قبل أيام عن رغبة النادي في بيع المتبقي من عقده، وتذكرت بداية بزوغه، وكيف لفت أنظار مسيري الريال.
لا أدري من أحمّل مسؤولية فقدان موهبة عظيمة، هل الأسرة، التي حرمته من المشوار الاحترافي؟ أم النادي الذي عجز عن تقويم سلوكه؟ ولكنني بالتأكيد سأجعل النسبة الأعظم على اللاعب نفسه، فصاحب الهمّة يتجاوز الصعاب، حتى ولو كانت أطول وأصلب من الجبال الراسية، وهو المعني الأول والأخير بموهبة منحها الله، لكنه لم يقدرها حق قدرها، خصوصًا وأنه في تلك الفترة كان يشارك مع أندية “الحواري” بين الفينة والأخرى.
تذكرت قصة ذلك اللاعب بعد تحقيق منتخبنا الشاب لكأس العرب، وبعد أن قدّم مستويات كبيرة، ونجح في تجاوز منتخبات عريقة، كالسنغال ومصر، وأخيرًا الجزائر، والذي ضم بين صفوفه ثلاثة عشر لاعبًا، ينشطون في أندية وبطولات كبرى، كبايرن ميونيخ الألماني، وسانت اتيان الفرنسي.
وبعد بروز أسماء مميزة من منتخبنا استطاعوا التفوق فنيًا ومهاريًا على أولئك اللاعبين، ولو سنحت لهم الفرصة، وتم تسويق بعضهم للأندية الأوروبية.
وهذا الأمر يستحق أن يكون مشروعًا لوزارة الرياضة مع اتحاد القدم، فاستمرار الحال على ما هو عليه سيجعلنا بعد خمسة مواسم نشاهد لاعبينا في دورينا “المحلي”، في حين سنشاهد بعض لاعبي الجزائر على خُطا رياض محرز وحكيم زياش ومحمد صلاح وأشرف حكيمي.

الهاء الرابعة
‏ما كنتُ أعلمُ ما همٌّ وما جزعٌ
‏حتّى شربتُ بكأسِ الحبِّ مُغتَرِفا
‏ثارَت حرارتُها في الصدرِ فاِشتعلَت
‏كأنَّما هيَ نارٌ أُطعِمَت سَعَفا