|


فهد الروقي
«بين التدريب والسباكة»
2021-08-24
أخشى أن يأتي اليوم، الذي لا تستطيع فيه أنديتنا ومنتخباتنا إحضار مدربين لفرقهم الكروية “عليهم القيمة”، وأن تدخل الأندية في مزايدات على مدرب ضعيف، ليس له قدرات عالية، ولا يملك سجلًا بطوليًا، والسبب في هذا الخوف في استمرار ثقافة إقالة المدربين، سواء بضغوط جماهيرية وإعلامية، أو بسوء عمل إداري، حتى وصل بساحتنا لوصف أسماء عملاقة من المدربين بـ “السباكين”، من باب التقليل منهم، وأنهم لا يرتبطون بعلاقة بالتدريب، ولا بكرة القدم من الأساس، والغريب أن من يطلق هذه المسميات أغلبهم هم من تنطبق عليهم المواصفات “نمرة واستمارة”.
هل يعقل أحبتي أن يُقال مدربان بعد جولتين فقط خسر أحدهما في واحدة وفاز بالأخرى، وفقد لقبًا إقليميًا بركلات الترجيح على ملعب المنافس المبلل بالماء بغزارة والفاقد لعناصر مهمة في خط واحد.
والآخر بعد مباراتين فقط، تعادل في الأولى، وخسر الثانية في الوقت بدل الضائع من بطل النسختين الماضيتين، والمرشح الأكبر للثالثة، والغريب أن يكون بديله قد أقيل من تدريب الفريق في مرتين سابقتين، ولا أعلم حقيقة لِما أُقيل في المرات السابقة؟ ولِما تم التعاقد معه للمرة الثالثة؟ والذي أعرفه أنه سيُقال عاجلًا أو آجلًا.
الغريب في الأمر أن المدربين المقالين استمرا من الموسم الماضي، والأول تم التجديد له قبل شهرين فقط، فلماذا تم التجديد له؟ ولماذا أعطي الصلاحيات في التعاقدات وتجهيز الفريق في المعسكرين الداخلي والخارجي؟ ثم لماذا يُقال بهذه السرعة؟
الآخر خسر نهائي الكأس، وارتكب أخطاء فادحة، ولم يستفد من النقص الحاد في صفوف منافسه قبل اللقاء، ولا في الطرد أثنائه، ومع ذلك يتم منحه الثقة الكاملة، ويبدأ مرحلة الإعداد المهمة في تجهيز الفرق للموسم الجديد.
وفي الحالتين يتم إحضار مدربين جديدين لم يشرفا على الفريقين، ولم يختارا اللاعبين، ولم يضعا الخطط، ثم يطلب منهما وضع بصمة سريعة، وتأثير كبير، حتى قبل أن يتعرّفا على أسماء اللاعبين.
لم أذكر في المقالة أسماء المدربين، ولا أنديتهما، ولا حتى الرؤوساء، الذين وقعوا على قرار الإقالة، ولم أقل أصدروها، ليقيني بأن كثيرًا من الإقالات تأتي بسبب ضغوط، أو لامتصاص حالة غضب عارمة.
والسبب في عدم ذكري للأسماء، ليس لأنني لا أريد أن أدخل في صراع من الجماهير الراغبة والمؤيدة، بل لأن هذه الحالات تنطبق على كل الساحة الرياضية، وكل إدارات الأندية، بلا استثناء، تجعل من المدربين “الحلقة الأضعف”.