|


فهد الروقي
هدف النكبة
2021-09-28
يطلق هذا المصطلح على لاعب يسجل في مرمى فريقه ويتسبب في خسارته للقب أو مباراة مهمة،
لكن هذا الأسبوع في الدوري السعودي تم تسجيل “هدف نكبة” ولم يسجله لاعب في مرماه، ولم يتسبب هذا الهدف بأي خسارة، بل على العكس تمامًا كان هدف المباراة الوحيد وفي مرمى المنافس وبه نجح الفريق في إضافة ثلاث نقاط قد تكون حاسمة في رصيد “بنك نقاط الدوري” وقد سدد “كاش” ولم يكن على طريقة “شيك بدون رصيد”، بل إنه ساهم في إخراج الفريق من حالة غضب جماهيري بعد خسارة مباراة مهمة في الجولة السابقة.
إذًا لماذا أطلقت على الهدف “هدف النكبة” رغم هذه المميزات الإيجابية التي استفاد منها الفريق؟
الأمر باختصار أن زمن تسجيل الأهداف وأصحابها في موقع “تسلل” قد ولّت إلى حيث حطت رحلها أم قشعم، ولا يمكن مع وجود تقنية الفيديو “الفار” ومع خاصية “الكروس هير” التي لا دخل للعنصر البشري فيها في تحديد التسلل من عدمه، ونسبة الخطأ فيها معدومة تمامًا، ولا يمكن أن يقع فيها حتى حكم “حواري” وكل ما يتطلبه الأمر هو وضع اللقطات في التقنية وانتظار نتيجتها.
في السابق كنا نجزم بأن العين البشرية المجردة لا يمكن أن تتقن متابعة ثلاثة أشياء متحركة في نفس الوقت “الكرة ولحظة انطلاقها والمهاجم المستقبل والمدافع الأقرب” خصوصًا في بعض التحركات المعقدة ومع زحمة لاعبين واختلاف جهات التحرك، لذا كنت أجد بعض العذر للحكام فيها.
أما الآن فلا عذر نهائيًا، والوقوع في مثل هذا الخطأ لا يمكن السكوت عنه لا من الساحة الرياضية بمختلف مشاربها ولا من الجهات المشرفة، ويجب وهنا أشدد على كلمة “يجب” أن تفتح ملف تحقيق وليكن السؤال الأول كيف احتسب هذا الهدف؟
ولماذا يقع حكم شهير مثل الروماني أوفيدو هاتسيغان في مثل هذا الخطأ البدائي؟
ولماذا لم تتحرك غرفة الفار في تنبيه الحكم؟ خصوصًا وأن التسلل لا يدخل ضمن قائمة القرار التقديري والتي تختلف من حكم إلى آخر، بل هو حقيقة ثابتة لا تقبل القسمة على اثنين.
ساحتنا الرياضية مرتع خصب لفكر المؤامرة، والسكوت عن توضيح مثل هذه الأخطاء وتجاهلها يزيد الأمور تعقيدًا، وعلى اتحاد القدم ولجنة الحكام الظهور للجماهير وتوضيح تداعيات “هدف النكبة”.

الهاء الرابعة
يا ضايق الصدر بالله وسّع الخاطر
دنياك يا زين ما تستاهل الضيقة
حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر
والورد في وجنتك حرام تغريقه.