|


سعد المهدي
الديربي يستيقظ
2021-09-29
لا أدرى لماذا أتفق مع من يشعر بأن لقاء الاتحاد والأهلي، الذي يُلعب غدًا الجمعة، وكأنه يُلعب بعد غياب، ويتخذ من جديد صفة “ديربي” بعد انقطاع، والواقع أن محفزات كثيرة يمكن لها أن تزيد من هذا الشعور إلى أن تصل به ليكون حقيقة يصادق عليها لاعبو الناديين، وهما يلعبان على أرضية ملعب الأمير عبد الله الفيصل، بعد عودة افتتاحه، ومعه يفتح الجميع كتاب ذكريات مواجهاتهما، التي لم تخلوا واحدة منها من إثارة وحدث، وحكاية جدل.
مباريات أندية المدينة الواحدة أو المنطقة لا تأخذ الاهتمام بها لتصبح “ديربي” لمجرد أنهم جيران، إذ لا بد، حتى تنشأ هذه الحالة، من وجود ما يستثيرهم تجاه بعض، أهمها تقاسم الانتصارات والجمهور والإنجازات، وأحيانًا يكون السبب منشأه عرقي أو ديني أو سياسي أو اجتماعي، والأخير له دوره في “ديربيات” الأندية العربية من خلال تصنيفات طبقية ومناطقية.
وفي تقرير صحافي على موقع GOAL، استعرض الصحافي عادل منصور ما يراه أشهر 10 “ديربيات” في العالم، مثل “بوكا جونيورز وريفر بليت” في بيونس آيرس، وفي جلاسكو “رينجرز وسيلتيك”، وفي أثينا “أوليمبياكوس وباناثينايكوس”، وفي إسطنبول “فنربخشة وغلطة سراي”، وهي في نظرنا “ديربيات” لا تلقى الشهرة في أوساط المشجعين أو المراقبين لخارطة منافسات كرة القدم، إلا أن ذلك لم يمنع أن تكون “ديربيات” محلية، لتطابقها مع معايير ومبررات أن تتصف مواجهاتهم بـ “الديربي”.
بل يذهب التقرير إلى أن ما أسماه “ديربي” الأعداء الأزليين، أثينا أوليمبياكوس ضد بانا ثينايكوس أنه الأكثر إثارة للرهبة بين كل “ديربيات” العالم، إذ يذكر بتأريخ العاصمة الإغريقية المليء بالأساطير والأبطال، إضافة إلى أنه يمثل الصراع بين طبقات المجتمع المختلفة، فأحدهما يمثل طبقة العمال، والآخر الطبقة المتوسطة والغنية من المجتمع الإثيني واليوناني بشكل عام، على أنه، ورغم أن هذه التفرقة لم تعد موجودة، ظل الصراع على أشده حتى اليوم.
ولأن مصطلح “ديربي” ليس له في الأصل علاقة بأندية كرة القدم، ولا منافساتها، إنما لسباقات الخيل 1470م، حين كانت تقام بين اثنين من أغنياء مدينة ديربي كآونتي، فتم تسمية هذا السباق باسم “ديربي”، فيحسن بنا الاهتمام بقيمة وأهمية كل المواجهات، بحسب ما تستحقه، لا بما نحلم أو نخطط أن تكون عليه.