|


سعد المهدي
نحن واليابان قل ما شئت عنا
2021-10-06
هل أكون على خطأ إذا قلت إن المنتخب الياباني لكرة القدم لا يصنف من المنتخبات المتقدمة؟ إذا كان كذلك فلماذا تهابه المنتخبات الآسيوية منذ ظهوره على سطح المنافسة منتصف التسعينيات الميلادية المنصرمة؟
أما إن كان الجواب بنعم حيث تطور وسبق جميع المنتخبات الآسيوية من خلال خطط اتحاده الكروي وما يصرفه على كرة القدم، ما نقل بعض لاعبيه من المعايشة في الأندية الأوروبية إلى لاعبين أساسيين في عدد من دورياتها، فلماذا سقط أكثر من مناسبة أمام منتخبات آسيا مثل سوريا والأردن وعمان؟
كرة القدم اليابانية ما هي وكيف يمكن توصيفها وتصنيفها؟ هل هي الأكثر جودة وتقنية وانضباطًا وحضورًا بدنيًا وذهنيًا، والأقل مهارة فردية وموهبة كروية؟ أم أن اليابان تقدم أفضل نسخة كرة قدم لشرق القارة والوسط، لكن ليس على كل آسيا؟ إذا كان ذلك لماذا الكل يخشى مواجهتها كل مرة حتى مع تلقيها الخسارة؟
أول مباراة نظمت في اليابان كانت سنة 1875م، وتأسس اتحادها الكروي 1921م، ولعب في الأولمبياد أول مرة في برلين 1936م، لكن الاحتراف بدأ متأخرًا 1993م، ومنذ ذلك الحين تغيرت كرة القدم في اليابان إلى الأحسن كجودة وإنجاز وتنظيم مسابقات واستضافة أحداث، إلا أن اليابان اليوم يفترض قياسًا على ما خطط له وصرفه من أموال أن يكون في مستوى أعلى في القارة.
الكرة اليابانية ليست ممتعة، واللاعب الياباني لا يملك “كاريزما” النجومية، لكن يستطيع تحقيق النتائج الجيدة بفضل الانضباط والأسلوب الخاص في الأداء والتحضير البدني الجيد، رغم ذلك من السهل أن يهزم إذ لا يملك حلولًا ولا قوة ردة فعل إيجابية، حتى إن وصوله للمونديال الذي بلغ رقمًا كبيرًا “6 مرات” كان عبر صراع مرير مع بقية المنتخبات.
مواجهة المنتخب السعودي اليوم لنظيره الياباني تستحضر معها تاريخ كرة القدم في البلدين الذين لا يبتعدان فيه كثيرًا عن بعضهما رغم البداية المبكرة جدًا لدخول كرة القدم اليابان، وأسبقية الكرة السعودية في تحقيق الإنجازات، نحن الأكثر مهارة وموهبة و”كاريزما “ لكننا الأقل انضباطًا ومردودًا بدنيًا، والأضعف تخطيطًا وصرفًا، لكننا حققنا خلال ذلك إنجازات وسمعة كروية.
التقدم الكروي هل بالضرورة أن تتبعه النتائج الإيجابية؟ وتصنيف “فيفا” هل يفرض نفسه على مواجهات المنتخبات... الليلة مواجهة كروية غامضة.