|


سعد المهدي
غرس مارفيك وإضافات هيرفي
2021-10-09
الصقور الخضر بفوزهم على اليابان بهدف للا شيء في ثالث مبارياتهم ضمن منافسات التصفيات النهائية للوصول إلى مونديال قطر 2022 م عن المجموعة الثانية، تجاوزوا حاجزًا نفسيًا وفنيًا يدعم عناصره معنويًا في الجولات السبع المتبقية بدءًا من الثلاثاء المقبل أمام الصين في جدة.
تعزز الثقة في عناصر المنتخب وجهازه الفني دائمًا يحتاج إلى انتصارات قوية في مباريات منتظرة يترقبها الجميع كتلك التي لعبها الخميس الماضي، وبفوز مكتسب من ندية وتفوق عناصري في الثنائيات والاستحواذ ودفاع متيقظ وصلب ومنظم وحارس في الموعد لإفشال محاولات التسجيل المحققة.
مثل هذه المباراة ونتيجتها وما ظهر عليه اللاعبون خلالها وقبل هذا ما استعد به الجهاز الفني بقيادة الفرنسي “هيرفي رينارد” من اختيار للعناصر والتحضير لمباريات التصفيات وتحديد قائمة المباريات والرسم التكتيكي ونهج الأداء وخطة التنفيذ والتبديلات، جميعها تكتسب أهمية قد تفوق ما تحقق من نتائج، وهي تبلور شخصية المنتخب وما يمكن أن يختصر على القائمين عليه كثيرًا من الوقت والجهد.
لا شك أن الهولندي “فان مارفيك” الذي صعد بالمنتخب إلى مونديال روسيا أسس لكل ذلك ليس على الصعيد الفني فحسب، بل ساهمت فلسفته التدريبية وإدارة شؤون الفريق في خلق قناعات كانت إما مفقودة أو مهملة، عند الجمهور والإعلام منها أهمية صناعة الاستقرار والنهج من خلال الاحتفاظ بثلثي القائمة على الأقل أطول مدة ممكنة وإشاعة ثقافة الفريق الواحد بين عناصره وطمأنتهم بأنهم يحظون بقناعته الفنية بعيدًا عما يمكن أن يحدث لهم في مشاركاتهم مع أنديتهم، ثم حمايتهم من التدخلات.
“هيرفي رينارد” يعمل قريبًا من هذا الأسلوب في بناء المنتخب من حيث تقوية لبناته بالطريقة ذاتها، مع زيادة منه عن “مارفيك” بالمتابعة للتفاصيل وإجراء بعض القرارات في الاستغناء أو الاستدعاء، بقياس مؤشر المستوى وهذا ساهم في حرص اللاعبين وتحفزهم على تطوير مستوياتهم أو ثباتها خلال ما يتاح لهم من مشاركة مع أنديتهم، بمعنى أن ما أضافه “هيرفي رينارد” زاد من تنبه اللاعبين إلى أن بقاءهم في القائمة مضمون بشرط الاستمرار على المستوى ذاته وأكثر، لا أقل.
كل شيء في “الجوهرة المشعة” كان محل التقدير ويدعو للفخر وعكسه ما قام به نفر من الجمهور تجاه قائد المنتخب الياباني “مايا يوشيدا” من تصرفات مسيئة.. لنا معها وقفة.