|


سعد المهدي
الليلة.. تخيل أكثر
2021-10-18
مرت الساعات القليلة الماضية التي أعقبت تأهل النصر والهلال لدور نصف نهائي دوري أبطال آسيا التي فرضت مواجهة الناديين اليوم، عصيبة ومرعبة لجمهور الناديين لأسباب كثيرة لا تخفى على أحد، أهونها أنها تنقل الفائز لنهائي البطولة الكبرى في القارة الآسيوية.
التأهلان كانا مثاليان من الفريقين، أداء ونتيجة أثبتتا أنهما بكامل الجاهزية، ما يعني أن المواجهة تكتسب نتيجتها “تفوق” أحدهما دون ما يمكن التحجج به إلى أن تبدأ أحداث المباراة وما يمكن أن يستخرج من تفاصيلها أسبابًا حقيقية أو ادعاء صحيحًا أو عاطفيًا، وأيًا من هذا لن يغير من النتيجة أو يمنع من الوصول للمباراة النهائية.
قبل أي شيء الكل يعلم أن الأدوار النهائية المؤهلة كانت استثنائية من الموسم الماضي بعد أن فرضت جائحة “كورونا” أن يعتمد الاتحاد الآسيوي اقتصارها على مباراة واحدة، بالتالي تأهلت الأندية الأربع بيوهانج وأولسان الكوريان والنصر والهلال السعوديان لنصف النهائي بعيدًا عن جدلية إذا كان ذلك أصعب أم أسهل.
المواجهة الهلالية النصراوية آسيويًا بحد ذاتها “سعودية” استثناء رغم كم المواجهات الصعبة الكبرى التي التقيا فيها طوال تاريخهما، ما يجعل من هذه المباراة حدثًا كرويًا تاريخيًا يذهب البعض إلى أنه “فارق”، إلا أن كرة القدم برغم ما تظهره وقائعها من قسوة، تبقى كريمة في مناسباتها التي لا تقف عند حد في تقلباتها يومًا عليك تسود فيه حتى تظن أن ما فقدته لا يعوض، ثم ما تلبث أن تكسوك بالبياض الذي يدوم وهكذا دواليك.
الكل يعرف أن ذلك صحيح وقد جربه، إلا أنه في كل مرة يقول أريدها اليوم فقط وأتنازل عن غيرها في ما بعد، وهي حالة من “الإنكار” يفيق منها عند ما يليها من مناسبة، فهو إن غنم الأولى طمع في الأخرى وإن خسرها تحفز للتعويض، وفي ذلك يكمن سر لعبة كرة القدم وهوس التشجيع وشعبية اللعبة وفكرة الانتماء حين تصبح جزءًا من المشاعر وتسيطر على العاطفة، حتى يصبح النادي “نحن” والمنافس “هم”.
العاصمة التي تتهيأ لموسم الفرح المشبعة بالأضواء والمرح والموسيقى وفنون التراث والشعر والمسرح، موعودة الليلة بتدشين لياليها بأنسب تدشين للمتعة والتخيل لما ما يمكن أن يصنعه نجوم نادييها الكبيرين في مباراة لم تحدث من قبل، ليلة ستنام فيها الرياض على ضفتين من الفرح والأسى لجمهورين اتعبا الكل ولم يتعبا بعد.