|


فهد الروقي
«خلص الكلام»
2021-11-26
سابقًا كانت أكبر المعوقات، التي تقف أمام أي كاتب، وجود فكرة خلاّقة تحفز مكامن الرغبة في الكتابة لديه، لكنني حاليًا أمر بحالة أشد وطأة وأكبر معوّقًا، تتمثل في وجود “الفكرة”، لكنها مكررة باهتة، لا طعم لها ولا لون ولا رائحة، فقد ملّت الناس والأحرف والعبارات والجمل بديعها ومحسنها من “تمجيد الهلال”.
أحتاج لمثل حافز الهلاليين منذ تأسيس ناديهم وحتى يرث الله الأرض ومن عليها لتحقيق البطولات.
أحتاج شغفهم اللا متناهي وطموحهم المتوقد وقدرتهم الفائقة على الثبات في المنافسة كثبات طويق في وسط “نجد العذية”.
أحتاج لحروف جديدة، غير الحروف الحالية، واحتاج لأبي الدؤلي الخارق ليضع عليها نقاطًا توضح معناها لغير الناطقين بالإبداع وللإبداع.
احتاج لديوان جديد يضم قصائد جديدة، تظهر روعة هذا الكيان الكائن في القمر والممارس لهوايته في الحصاد أرضًا، وهو لا ينزل إليها إلا تواضعًا من هيبة، ومن تواضع لله رفعه.
أحتاج لشمولية المتنبي، ووصف البحتري، ورومانسية أمرئ القيس، وفخر عنترة، وحكمة زهير، وتجاوزات أبي نواس.
أحتاج لحماسة خلف، وعبقرية بن جدلان، ورثاء بن لعبون، ووصف بن عون، وقهوة القاضي، وفروسية بداح العنقري.
أحتاج لكل شيء حتى أكتب عن شيء يصعب الكتابة عنه وله دون أن أقع في محظور المتشابهات وتكرار المستهلكات.
بالله عليكم ما الفائدة المرجوة حينما أكتب “الهلال كبير آسيا”، و”آسيا أكبر قارات المعمورة”، وهو بمنجزه الأخير ألغى التنافس مع الخصم بعد “ستة عشر ثانية فقط”، في حين ما زال كثير ممن يقارنون أنفسهم به يحاولون منذ “عشرات السنين”، واقترب بعضهم من “القرن”، للوصول إلى ما وصل إلى جزء بسيط ونقطة من بحر منجزاته.
ستة عشر ثانية هو الوقت الذي احتاج إليه الهلال لتحقيق زعامة القارة، في حين غيره يزيد من عقارب ساعة “السنة الضوئية”.
صعب جدًا أن تكتب عن الهلال، وأصعب منها أن تعطيه حقه فيما فعل وحقق.
هو نادٍ أسس لتحقيق المنجزات، والحالة الطبيعية أن يعد المركز الثاني من جبروته إخفاقًا، حتى ولو كان على مستوى القارة.

الهاء الرابعة
إذا رمتُ نومًا قلقل الشّوقُ مرقدي
‏وهزّت بناتُ الذكرياتِ وسادي
‏له شوقُ مهجورٍ، وفتنةُ هاجِرٍ
‏وأسرارُ حيّ في سكونِ جمادِ