|


طلال الحمود
سنوات حمد الله
2021-11-27
بعد أشهر طويلة من توتر العلاقة بين المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله وكل شيء في نادي النصر، جاء بيان الإدارة مساء الثلاثاء الماضي لينهي حالة الاحتقان التي تسببت في استقالة مسؤولين وطرد مدربين والاستغناء عن لاعبين في مشهد لم يسبق للنادي العاصمي أن عرفه من قبل، ما جعل جماهيره تشعر بالخلاص حتى لو كان الثمن رحيل ثاني أهم مهاجم في تاريخ النصر بعد ماجد عبد الله.
لم يكن من السهل على الفريق وجماهيره التسليم بمغادرة المهاجم “الرهيب”، على الرغم من أن هذه اللحظة كانت تقترب مع كل حادثة يكون حمد الله طرفًا فيها، خاصة بعدما تحولت العلاقة بين اللاعب ومحيطه إلى معركة كسر عظم لم يكن من الصعب التنبؤ بنتيجتها، وكثير ما تابع أنصار الدوري السعودي معارك على هذا النحو، انتهت لاحقًا بمغادرة فهد الهريفي وفهد الغشيان ومحمد نور وناصر الشمراني وغيرهم من الباب الواسع، مع أن هؤلاء النجوم كانوا على خلاف مع المدربين أو مسؤولي النادي، بينما زاد حمد الله على مشاكلهم عدم الوفاق مع زملائه في الفريق، وهذا يكفي لقطيعة لا رجعة فيها.
ما زال حمد الله في الرياض ولم يغادرها، وربما تنتهي هذه الأزمة بمصالحة تمهد لخلاف جديد كما حدث في السابق، لأن العطب الذي أصاب علاقة اللاعب بناديه لا يبدو قابلاً للإصلاح مهما حاولت أطراف الأزمة ضبط النفس واحتواء المشكلة، ولا يحتاج الأمر إلى نتائج تحقيق لإدانة لاعب برهن غير مرة أنه لا يجيد التواصل مع الآخرين، ما جعله شخصًا غير مرغوب فيه حتى في منتخب بلاده، فضلاً عن اختياره وجهًا عبوسًا في التعامل مع سكان الكوكب بدرجة جعلت من يتعاطفون معه ينقلبون ضده مطالبين بإبعاده والابتعاد عنه.
تجربة النصر بالنسبة لحمد الله تمثل مرحلة مهمة في حياته، ولو بحث في داخله لوجد أن الأرباح التي تحققت من التجربة ذهبت مناصفة بين الطرفين، حين منح بأهدافه النصر أيامًا لا تنسى وفي المقابل منحه الفريق شهرة ومجدًا لم يكن يحظى بقدر يسير منه عندما جاء إلى النادي العاصمي، وهذه حقيقة يرفض حمد الله من خلال تصرفاته أن يعترف بها أو يعتبرها نتيجة لشراكة ناجحة لا فضل لطرف فيها على الآخر.