|


سعد المهدي
العرب يدعمون قطر
2021-12-06
من المؤكد أن قطر تشعر بالامتنان للعون الذي وجدته من أشقائها العرب، الذين استجابت اتحاداتهم الوطنية لكرة القدم للمشاركة في تجربة تجهيزها لاستضافة المونديال، ببطولة تحت إشراف “فيفا” وهو السبب الحقيقي لأن تقام “كأس العرب”، بعد أن ظلت معلقة تسع سنوات.
الاتحاد العربي لكرة القدم أيضًا يستحق أن يناله الشكر، وإن كان دعمه لكل الاتحادات العربية أحد واجباته، إلا أنه في هذه النسخة وافق بهدف دعم الاتحاد القطري بدءًا بجعلها “بروفة” يجرب فيها المنظمون على المنتخبات والجمهور متطلبات “المونديال”، وانتهاء بجعلها تحت مظلة “فيفا” الذي سيتخلى عنها فور أن يستنفذ غرضه من إقامتها.
كأس العرب هذه النسخة انطلقت من أحد أهدافها “دعم أعضائها في الاتحاد العربي”، على هيئة تمكين قطر التأكد من قدرتها على الوفاء بكل التزاماتها تجاه تطبيق معايير تنظيم المونديال من القدوم إلى المغادرة، والجيد ان العرب سيستفيدون وربما للمرة الأخيرة في “كأس العرب” من تجربة لن تتكرر بمحاكاة للمونديال، من خلال لعبهم دور المنتخبات المشاركة.
التجمعات العربية التي ترمز للوفاق والمصير المشترك، لم تكن إلى يومنا أكثر من شعارات، من ذلك فالاتحاد العربي مطالب بموقف حاسم في مسألة انتظام إقامة مسابقاتها، وضبطها باللوائح والأنظمة، التي تضمن لها التوالي المنتظم، والمخرجات التي تطور اللعبة واللاعب في الوطن العربي، بعيدًا عن الاستضافات الشكلية أو ذات الأغراض التي تخص طرف متى رأى ذلك دون الآخرين.
كأس العرب نسخة “فيفا قطر” رائعة الشكل العام وجيدة فنيًا، وكان لها أن تكون أكثر قوة وإثارة لو أن بعض المنتخبات حرصت على الاشتراك بأبرز نجومها، وكان يمكن الـ “فيفا” أن يهيئ فرصة السماح للمحترفين خارج بلدانهم بالمشاركة من خلال آلياته وأنظمته منذ أن قرر إشرافه على البطولة، ورغم ذلك تلافت هذه المنتخبات الموقف باستدعاء أفضل الموجود لديها، عدا المنتخب السعودي الذي فضل المشاركة بلا عنوان يستدل به عليه.
المتأهلون لدور الثمانية هي المنتخبات الأفضل في البطولة الحالية، بينما المنتخبان اللذان يتزعمان السجل البطولي لـ “كأس العرب” العراق والسعودية تنازلا عن المنافسة، لتراجع مستوى الأول منذ سنوات، ولعدم رغبة الثاني في المنافسة على هذه الكأس.