|


عوض الرقعان
كأس العرب والعجم
2021-12-08
لم يأتِ الاتحاد الدولي لكرة القدم برجالاته ولجانه وتاريخه العريق ورئيسه للإشراف على كأس العرب هنا في الخليج، بعد مرور 58 عامًا من انطلاقتها في المغرب الشقيق، إلا لسبب واحد الكل يعرفه، بأن هذه البطولة ما هي إلا بروفة لكأس العالم 2022، والتي تنطلق العام القادم في دولة قطر.
وبسبب ازدحام أجندة المنتخبات العالمية، والتي تلعب تصفيات كأس العالم المؤهلة للمونديال القادم، ناهيك عن كارثة كوفيدـ 19، وبالتالي من الصعب لعب كأس القارات هذا العام، وبالتالي حلت محلها كأس العرب، لهذا ظهرت البطولة بشكل إعلامي أفضل، بالإضافة إلى الملاعب الجديدة، والنقل التلفزيوني، ومشاركة منتخبات المغرب العربي ببعض الأسماء المحترفة عربيًا وليس دوليًا، لهذا ظهرت هذه البطولة أكثر توهجًا من البطولات السابقة، التي توقفت منذ أكثر من 15 عامًا، وإن جاز لي التعبير فمنذ رحيل الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله.
وبصراحة وجدت أن ثمة مبالغة في مدح المنتخبات العربية الإفريقية، وهي المعروف أدائها سلفًا، بل والتي تأهلت للمرحلة القادمة من تصفيات المونديال بالقارة الإفريقية، وإن تقهقر مستوى المنتخب التونسي على عكس المنتخبات العربية الآسيوية، التي تعاني من عدم استقرار سياسي، مثل العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، وفي المقابل، ثمة منتخبين هما الأكفأ السعودية وقطر، ثم عُمان والإمارات، ولقد فضل مدرب المنتخب الأخضر السعودي رينارد عدم المشاركة بالمنتخب الأساسي خوفًا من إصابة اللاعبين، وهو الذي أبلى بلاء حسن في تصفيات كأس العالم المؤهلة للمونديال، متصدرًا مجموعته، وهذا حق مشروع، وها هم أمامكم محترفو منتخبات عرب إفريقيا لم يأتوا للبطولة، وممكن أننا كسعوديين لدينا غصة بعد أن تعودنا منذ عام 1984م أن نكون حاضرين في مراحل متقدمة من أي بطولة قارية أو عربية، ونملك لاعبين مميزين وبعدد كبير، ولهذا كانت اللائمة على سوء التخطيط لهذه البطولة ومشاركة منتخب كوكتيل ليس له طعم، بعض منه احتياط المنتخب الأول، وآخر لم يشارك في المنتخب الأولمبي، وقلة جاؤوا لأول مرة للمنتخب، ويشرف عليه فنيًا مساعد المدرب، الذي لم نره البتة من قبل، ولهذا لعب كل مباراة من مباريات البطولة الثلاث بتشكيل مختلف، وإن كان ثمة عتاب فإنه بصراحة على القائمين على المنتخب، والذين لم يكونوا جادين في التخطيط لهذه المشاركة إلا في اللحظات الأخيرة، والكل يعلم أن ثمة أسماء من اللاعبين المشاركين في الدوري السعودي أفضل، بل لكان وضع المنتخب أكثر تميزًا مما شاهدناه في الأيام الماضية، ويعتبر أغرب ما شاهدته طوال عمري الإعلامي البسيط أن المدرب رينارد فضل إشراف نائبه على هذا المنتخب.
السؤال هل رينارد أكبر من البطولة أم أكبر من اللاعبين؟ أفيدونا حفظكم الله.