|


عوض الرقعان
الأهلي والدرجة الأولى
2021-12-15
يقال في الأمثال كل ذي نعمة محسود، والنادي الأهلي نادٍ يضم ألعابًا عدة وليس فريقًا يأتي طوال الموسم الرياضي ببطولة أو اثنتين وينتظر إشادة من زيد أو عبيد في مؤثرات صوتية بدون أدنى دليل.
ولقد حقق هذا الكيان الكبير الذي يتمنى البعض ممن تساومهم أحلام اليقظة في سمرهم في ليالي الشتاء بهبوطه إلى دوري الدرجة الأولى.
في المقابل لا يزال أبناؤه يحققون البطولات تلو الأخرى محلية وخارجية في العديد من الألعاب المختلفة، ولنبدأ بصناعة الأطفال الأبرياء، فالأهلي أول من أنشأ أكاديمية كرة قدم على مستوى العالم العربي بإشراف تربوي، وجاء بأفضل الخبراء في هذا المجال وها هم خريجوها يلعبون في جميع الأندية السعودية، ويكفي رأس الحربة للمنتخب السعودي الكابتن صالح الشهري.
وعلى صعيد الذكريات التي نراها إنجازات الآن، ابتعث الأمير عبد الله الفيصل رمز الأهلي والرياضة السعودية أبناءه قبل 55 عامًا لمشاهدة نهائيات كأس العالم في إنجلترا عام 1966م، وجاء بأفضل مدربي العالم ديدي وتيلي سانتانا، بل اعتمد إداريًا محترفًا ومتفرغًا لإدارة الكرة قبل أربعين عامًا وهو الأستاذ علي عثمان، وها هي الأندية الآن تأتي بالمدير التنفيذي أو مسؤول الاحتراف لإدارة الفرق، بل ثمة قسم من خريجي الجامعات تحت مسمى الإدارة الرياضية.
وأكثر من ذلك حينما اعتمد تجنيس اللاعبين مبكرًا، وها هي الدول تأخذ بأفكار الأهلاوية، وجاء بمارادونا، وكان يعيش في عنفوان مجده في نادي نابولي الإيطالي في رحلة تشبه إلى حد كبير رحلة ماجلان.
الأهلي عاش أيامًا كثيرة ولا يزال إن شاء الله في رغد من العيش، وطبيعي أن يمر أي كيان أو حتى إنسان بالمنغصات والجحود والدخلاء والابتلاء، ولكن يظل الأساس موجودًا، والثقة في أبناء هذا النادي ليس لها حدود، والأيام كفيلة بعودة فريق كرة القدم إلى مكانه الطبيعي بعيدًا عن الندب والردح والشماتة التي يقتات عليها عديمو الفكر والبلاغة والطرح الرياضي المعقول، ولنا لقاء إن شاء الله.