|


سعد المهدي
عدالة التنافس في كأس الملك
2021-12-22
اقتصار مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين على أندية الدرجة الممتازة الـ 16 خلل يضر بعدالة التنافس بين أندية البلاد، التي لا تجمعها مسابقة واحدة إلا تلك، ومهما كانت مبررات ذلك تظل أسبابًا غير مقنعة، خاصة إذا توالت دون أخذ الاعتبار لما يمكن أن تلحقه بسمعة المسابقة.
الصاعدون لدور ربع النهائي بينهم ناديان لم يحققا اللقب، وهما الباطن والفيحاء، وأبرز أحداثه خروج حامل اللقب الفيصلي، وأكثر المستفيدين من الوصول إليه ناديا النصر والشباب، حيث يمكن لأحدهما العودة مجددًا للظفر باللقب الغائب عن خزائنهما طويلًا.
النتائج أفرزت المواجهة الأقوى النصر والهلال، والأصعب التعاون والاتحاد، والأشرس الشباب والأهلي، والأغمض الفيحاء والباطن، ويمكن فصل هذه المباريات عن مباريات الدوري لأنها في سياق مختلف، لكن لا يمنع أن تتأثر أو تؤثر عليها بحسب تماس مواعيدها مع مباريات الجولة وجدول الترتيب.
الهلال لن يبحث عن الثأر لهزيمة الدوري، والنصر لم يثأر بعد لهزيمة نصف نهائي آسيا، المباراة نتيجتها لن ترفع من قيمتها إلا بالحصول بعدها على اللقب، ووجود الهلال قبلها في منافسات مونديال الأندية “إن أقيمت” تجعل عودته للمسابقات المحلية أقل تركيزًا واهتمامًا حتى لو أراد غير ذلك.
وضع التحكيم المحلي في تلك المباريات حمل نفس البصمات (ضعف الإدارة)، وردة الفعل لم تتغير بـ (تصاريح إدارة) وصلت حد الاتهام بالتعمد في توجيه نتيجة المباراة على لسان رئيس الفتح بعد أن حاصر لاعبوه حكم المباراة خالد صلوي في منتصف الملعب فور إطلاقه صافرة النهاية، ما أجبره لفكه بإشهار البطاقات الحمراء والصفراء.
وإذا كان ما حدث ربما ردة فعل لم يبرر بالرغم من أنه على نتيجة مباراة تحولت من التقدم بهدفين إلى الخسارة بالثلاثة، أصبح تبرير انفعال لاعب الشباب نواف العابد، الذي لم تهدئه توسلات زملائه بالرغم من تقدم فريقه بخمسة أهداف نظيفة صعب، إلا من الذين فسروا ذلك بأن اللاعب لم يعد يحتمل تكرر تعمد مخاشنته، التي كلفته الكثير في مسيرته، ورغم ذلك نال بطاقة حمراء مستحقة.
سجل كأس الملك المسابقة الأعرق، التي يمتد تاريخها إلى أكثر من ستين عامًا، في حاجة إلى أن يتاح الإشتراك في منافساتها لكل الأندية بكل درجاتها، كما بدأت واستمرت، وأظن أنه يمكن تسكينها في برنامج المسابقات والمشاركات مهما ازدحمت إذا أعطيت الأولية التي تستحقها.