|


سعد المهدي
لقب الصبر لدوري النفس الطويل
2022-01-15
القول إن الاتحاد المرشح الأكبر للحصول على لقب الدوري هذا الموسم صحيح، بعد أن لعب 17 جولة حصل خلالها على 38 نقطة، بفارق خمس نقاط عن صاحب الترتيب الثاني الشباب في 18 جولة، الترشيح يعني إمكانية حدوث الشيء والقدرة على تحقيقه إلا أنه لا ضمانة له.
منذ موسم 2014 حرف البعض فكرة النفس الطويل والصبر قبل إطلاق التوقعات لبطل الدوري من مطلع أو منتصف القسم الثاني للدوري، إلى الاحتفال بصدارة الجولة الأولى أو الثانية واعتبارها منجزًا ومبشرًا بالنهاية السعيدة، وصارت نغمة يعزفها الإعلام كل موسم.
هذا الموسم يمكن أن يعيد ترتيب الأفكار وبناء الفهم فيما يخص التعاطي مع التنبؤ بالترتيب المتوقع أن ينتهي الدوري عليه، والسبب أن النصر والهلال ابتعدا عن الصدارة المبكرة التي كانت تشي بسبب أو دونه بأن اللقب ذاهب لا محالة لأحدهما بعد أن تمسك الشباب طويلًا بالوصافة.
النصر اقترب كثيرًا من المنافسة على اللقب، وهو الذي بدأ سيئًا وظل في ترتيب متأخر حتى إلى ما قبل الجولات الأربع الماضية، وهو ما أعطى فسحة التفكير في أن المنافسة على اللقب لا يمكن دفعها بالكلام أو فرضها بالتمني، بل تأتي تباعًا بمقتضى نتائج الفرق المتنافسة بكل تناقضاتها، مع صبر وطول نفس لمن يسعى لتحقيق هدفه.
قلنا في زاوية سابقة أن ضمك سيتراجع خلف الأربعة في الثلث الأول من القسم الثاني، وهو اليوم كذلك بزمن أسرع قد يتمكن من تعديله بعض الشيء لكنه لن ينتهي به المطاف في ترتيب يتقدمهم، وأشرنا إلى أن منافسة النصر قد تبدو صعبة لكنها متاحة وليست مستحيلة، وهي اليوم أسرع مما تصور الجميع أيضًا.
الهلال سيعاني من دخوله معترك مونديال الأندية الذي قد يقطع حبل إصراره على الدفاع عن لقبه بعد أن قدم البرهان أمام الطائي، لكن في كل الأحوال تبقى منافسته للأندية الثلاثة قائمه في كل الأحوال.
مفهوم المنافسة على لقب الدوري لا بد أن يعود إلى سابقه، وهو أنه لمن يجمع النقاط الأكثر من البقية دون النظر عن التأخر المبكر أو التقدم المتأخر وما بينها من مراكز، وأن النجاح في ذلك يعتمد على القيمة الفنية والعناصرية والخبرات والصبر والنفس الطويل الذي تدعمه الإمكانات المتنوعة.. الدوري لعبة كراسٍ لا توقعات أو تمنيات.