|


عدنان جستنية
التوثيق و«تنصل» وزارة الرياضة من مسؤوليتها
2022-01-21
لا أعرف حقيقة سببًا مقنعًا يدعو وزارة الرياضة إلى “التنصل” من مسؤولية أندية تتبع لها بموافقة سامية لجهة رسمية لا تقل مكانة عنها أعطتها كافة الصلاحيات التي تضع شرعيتها ومرجعيتها لوزارة الرياضة وإن اختلفت في “مسمياتها”.
- من هذا المنطلق يجب على وزارة الرياضة أن “تتمسك بحقها النظامي فيما يخص مهمة” توثيق “كل ما يتعلق بنشأة الأندية ومشاركاتها وإنجازاتها وبطولاتها” ولا تسمح للاتحاد السعودي لكرة القدم بـ “التدخل” في شأن من شؤونها في ظل رفضه الاعتراف بحقبة زمنية صنعت هذه الأندية “تاريخًا” يسجل للوطن بماء من ذهب قبل تأسيسه.
- الغريب أن هذا الاتحاد الرافض الاعتراف بحق أدبي ووطني لهذه الأندية ببطولات حققتها قبل ولادته لم يكن له أي “فضل” يذكر في تأسيسها ودعمها، إذ أنه كان من الممكن قبول “وصايته” عليها لو كان تأسيسها مثل الأندية النسائية القائمة حاليًا والتي أنشئت في عهده، بينما الأندية الذكورية التي تأسست قبل اتحاد القدم هي من يعود لها “الفضل” الأول في نشأته وتأسيسه، حتى وإن “تنكر” لماضيها المشرف.
- والأكثر “غرابة” أن وزارة الرياضية التي لا ترغب بالتدخل في “تخصصات” اتحاد القدم وأوكلت اليه مسؤولية “التوثيق” نراها اليوم تتدخل في دعم الأندية ماديًا ورقابيًا عبر استراتيجية الدعم والحوكمة وكرة القدم من بينها.
- ومادام أن الوزارة منحت لنفسها هذه القوة النظامية وسمحت لنفسها بالتدخل في شؤون الأندية فمن الأولى أن تتدخل في جانب مهم يخص بدايات كرة القدم السعودية فهي من يقع على عاتقها حفظ وتوثيق تاريخ سيبقى للأجيال المقبلة وترفض رفض باتًا “تجزئته” نهائيًا.
- تعالوا للفيفا الذي اعترف مؤخرًا ببطولة العرب للمنتخبات هل سيعترف بالبطولات السابقة التي حققتها عدة منتخبات أم أنه سيتجاهلها تحت ذريعة أنها كانت قبل اعترافه بهذه البطولة مكتفيًا الاعتراف بالبطولة التي أقيمت في قطر؟ والأمثلة على ذلك كثيرة لو أردنا وضع موقف الاتحاد السعودي لكرة القدم في مقارنة مع اتحادات عربية وقارية ودولية حرصت على حفظ ماضي أنديتها وأوطانها رياضيًا لوجدناه ضعيفًا ومخجلًا جدًا.
- همسة أخيرة موجهة لوزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الذي نعترف اعترافًا كاملًا بوزارة هي امتداد لمسميات مختلفة لجهة رياضية كانت تقع على مسؤوليتها الرياضة السعودية ومن بينها الأندية و”كرة القدم” هل يرضيكم تنصل وزارة أنت قائدها من قبول مهمة هي من أبجديات اهتماماتها وتتركها لاتحاد “مكانك سر” مسيطر عليه فكر “أحادي” التوجه والهدف.