|


عدنان جستنية
حاربوا إعلام «الكذب» قبل التعصب
2022-01-31
ابتلي إعلامنا الرياضي للأسف الشديد بفئة ممن يطلق عليهم مسمى أو صفة إعلاميين، ممن لا “يخجلون” من ممارسة الكذب علنًا عبر ما يطرحونه في بعض البرامج الرياضية أو عبر تغريداتهم بمنصة “تويتر”، من فبركة معلومات لا أساس لها، فمن الملاحظ أن هذه الفئة بدأت تنتشر وتجد كل الترحيب والقبول والدعم بلا حسيب ولا رقيب، وهم من وجهة نظري أكثر “سوءًا” ووباءً على مجتمعنا الرياضي من آفة “التعصب الرياضي”، والذين يجب على وزارة الإعلام وكل الاتحادات والهيئات التابعة لها “محاربتهم بشدة”، لتضع حدًا لهم وللكذب الذي لا يتورعون عن ممارسته بطريقة مقززة ومسيئة للإعلام الرياضي.
ـ إن البيان الصادر قبل أشهر من هيئة الإذاعة والتلفزيون بخصوص محاربة التعصب الرياضي والإجراءات النظامية التي ستتخذها نحو كل من يكون له دور في انتشار هذه الآفة البغيضة يعتبر خطوة جيدة للحد من التعصب والداعمين له، وكم أتمنى من القائمين على هذه الهيئة أن تصدر بيانًا مكملًا لبيان التعصب تعلن من خلاله محاربتها لـ”الكذابين” من أشخاص محسوبين على الإعلام السعودي على اعتبار أنهم “أخطر” بكثير من الإعلام المتعصب في آرائه أو طروحاته إن لم يكونوا هم عنصرًا رئيسًا في تشويه سمعة وصورة الإعلام بصفة عامة، بحكم أن أهم شرط يجب أن يتوفر في الإعلامي أيًا كان تخصصه هو الالتزام بـ”المصداقية”.
ـ آفة الكذب هي الأخرى انتقلت عدواها للاعبين القدامى والحاليين بعدما “استهوتهم” هذه الخصلة بعد أي نقد نحو سلوكياتهم باختراعهم “أكاذيب” رغبة في تحسين صورتهم عند المحبين والمعجبين بهم، مما جعل آفة الكذب تنمو وتكبر وتتحول إلى حالة من “الغرور” عند هؤلاء اللاعبين وتتضخم في شخصيتهم ذاتية “الأنا”، وتتأصل في أسلوب تعاملهم وتتفاقم أكثر فأكثر فأوصلتهم لمرحلة قيامهم بمخالفات أدت إلى نهاية “مؤلمة” لهم ولمسيرتهم الرياضية، و”خاتمة” غير “مشرفة” شوهت صورتهم، والأمثلة على تلك الأسماء كثيرة ومعروفة عند الجميع.
ـ ولو بحثنا عن “المتسبب” في وصول هؤلاء اللاعبين إلى حالة من “الغطرسة” لوجدنا أن بعضًا من إعلام الأندية كان هو السبب بالدفاع عنهم بـ”الكذب” عن طريق البحث عن أي مبررات وأعذار واهية، لحمايتهم من عقوبة انضباطية تصدر من لجان محلية أو قارية.
ـ إن تفشي هذه الظاهرة “المشينة” سيؤدي إلى عواقب وخيمة ستؤثر على سمعة ومكانة الإعلام الرياضي والمنتسبين له، ما لم تتدخل وزارة الإعلام وتضرب بيد من حديد، خاصة بعدما أصبح الإعلام مرتعًا لكل من هب ودب.