|


نبيه ساعاتي
دورينا لا يرحم
2022-06-29
نعم دورينا لا يرحم، تلك حقيقة وهي من سمات الدوري الناجح، فإن ترتكن على نتائج سابقة وتبدأ في الاحتفالات وتقيم الولائم وتمنح إجازات للاعبين كما فعل الاتحاد، ظنًا بأن اللقب قد حسم لمصلحتك وهو بلغة الأرقام ما زال في الملعب وهناك من يعمل بحرفية ومهنية عالية للظفر به، فأنت بالتأكيد تفتقر للحنكة وفن الإدارة وستدفع الثمن غاليًا.
وإن تعتمد على تاريخك كما فعل الأهلي وتظن أنه سيشفع لك ويحول دون هبوطك إلى دوري الدرجة الأولى وأنك من الأربعة الكبار في قمة مغلقة بسياج، أو أن تظن أن طوق نجاة سيأتيك من جهة معينة لينقذك في الجولات الأخيرة دون غيرك من أندية الوطن، فأنت واهم، وستتجرع جماهيرك حرقة الانهيار وستدخل في مرحلة دمار شامل تحتاج إلى إعادة ترميم قواعد الأساس.
وفي المقابل، هناك من يعمل بهمة الرجال مثل الهلال فردم الفارق النقطي بينه وبين الاتحاد والذي وصل في مرحلة من المراحل إلى (16) نقطة، واستطاع أن يقهر كل الصعاب التي واجهته وأن يتوج باللقب، مع التسليم بأن إعادة جدولة الدوري ساعدته في ذلك وإن كان بطريقة غير مباشرة، إلا أن ذلك لا يقلل من إنجازه واستحقاقه.
الاتحاد فقد السيطرة في الأمتار الأخيرة وواصل التفريط في بطولات كانت في متناول اليد بدءًا بالبطولة العربية التي خسرها من أمام الرجاء، ومرورًا ببطولة كأس الملك رغم أن الطريق كان ممهدًا أمامه، ووصولًا إلى بطولة الدوري التي كانت قاب قوسين أو أدنى منه ولكن البوصلة تغيرت في الأمتار الأخيرة، أولًا بسبب حالة عدم التوازن التي مرّ بها العميد في مرحلة الحسم والتي شهدت تراجع الدور الإداري والفني تزامنًا مع انخفاض مستوى اللاعبين في ظل المعطيات السابقة، إضافة إلى ضعف الإعداد خلال فترات التوقف.
ولكن تحقيق البطولات يتطلب توفير كادر إداري فعال وقت الشدائد، وآخر فني يستطيع التعامل مع الظروف الصعبة بحنكة ودهاء، ولاعبين أجانب يفوقون في مستواهم فليبي وهنريكي، مع ضرورة تعزيز الجانب الدفاعي بمدافع أجنبي ثانٍ إلى جوار حجازي، وظهير أيسر متميز، ومحور مقاتل، والتعاقد مع حارس احتياطي لجروهي، وتعزيز الدكة بلاعبين بدلاء يمثلون إضافة عندما يشاركون، وآن الأوان لأن يستغني الاتحاد مع كل الاحترام عن هوساوي والحافظ والنجار وأبو عصيدة والجبرين، وإعارة كمارا وحازم، ويجب قبل ذلك كله تكوين لجنة فنية للتعاقدات، فلا مجال للأخطاء فدورينا لا يرحم.