|


فهد الروقي
(الحب والكراهية)
2022-07-26
نحن في ساحة عاطفية إعمال العقل فيها نادر أو قليل والانطباعات العاطفية هي السائدة بل هي ما تحدد قيمة طرحك وأحيانًا شرحك فمن يتعاطف مع الأهلي بعد هبوطه إلى دوري يلو ويطالب بإعادته إلى دوري المحترفين هو شخص نبيل وشريف رغم أن المطالبة بحد ذاتها مخالفة للقانون فكيف لو تحققت
والأوصاف المناقضة للنبل والشرف هي ما يستحقها من يعتبر الأهلي فريقًا مثله مثل غيره ممن هبطوا في المواسم السابقة وعليه يجب أن يتم التعامل بنفس ميزان العدل والمساواة.
ولأننا (نحب) النادي أو الشخص الفلاني فإن الفرح بخسارته يعتبر فعلًا قبيحًا ويصبح الفعل ذاته حسنًا لو كان من فرح لخسارته (ناديًا أو شخصًا لا نحبه) ولن أقول نكرهه رغم وجود هذا الشعور القبيح.
ومن أمثلة سيطرة العاطفة على جلّ مفاصل الساحة الرياضية ما تم التعامل معه مع اللاعب المشكلجي (عبد الرزاق حمد الله) وهو الذي في ظرف ثلاثة مواسم وصل لدرجات من قائمة (أساطير النصر) وكان خلال هذه المواسم يخرج عن النص كثيرًا في المطارات والملاعب والطرقات والمكاتب ومع الخصوم والرفاق والحكام وحتى الجماهير ولم تسلم منه حتى (كاميرات) القنوات الناقلة وكان الدفاع الأصفر عنه مستميتًا من مختلف الشرائح حتى نجا من عقوبات مستحقة وحظي بحصانة جماهيرية وإعلامية وإدارية حتى ارتفع شأنه في نفسه ورأى أنه فوق الكيان وأظن أن هناك لاعبًا آخر موجودًا حاليًا يتم التعامل معه بالطريقة ذاتها ولن يعود للفريق حتى يفرغ من (حفلاته الغنائية).
في تلك الفترة كان النصراويون (يحبون) حمد الله لكن بعد انتقاله إلى الاتحاد ورغم أنه لم يمارس خروجًا كما كان يمارس مع النصر إلا أن هذا الحب تحوّل للنقيض وبات يوسم بأقذع الأوصاف وأشنعها.
ولم يكن لأخلاقيات اللاعب ومستواه الفني علاقة بين المحبة والكراهية بل هو لون القميص الذي يرتديه وهو معيار ناقص للنظر في الأشخاص والمواقف.
المعيار ذاته ينطبق على الإعلاميين والنقاد وغيرهم من أبناء الوسط فـ(سفيه) ينتمي إلى الفريق ذاته الذي أحب هو أفضل من (عاقل) يخالفني الميول.
ومن هذا المعيار كذّب الصادقون وصدّق الكاذبون والأغرب من هذا كله أن الغالبية يرى جنوح مشاعره بالصورة المبالغ فيها بأنه عمل فكر وعقل ومنطق ولا يراها (مشاعر جياشة) المنطق منها بريء إلى يوم يبعثون.

الهاء الرابعة
أنِيري مكان البدر إن أفل البدر
‏وَقومِي مقام الشمس ما استأخر الفجر
‏ففيك من الشمس المنيرة ضوؤها
‏وليس لهَا منك التبسم والثغر.