|


د. حافظ المدلج
مستقبل رونالدو
2022-07-26
تقول الأرقام إن “كريستيانو رونالدو” هو النجم الأعظم في تاريخ كرة القدم، حيث يغرد وحيدًا خارج السرب بأهدافه وإنجازاته وأرقام متابعيه في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنه في سن 37 يقترب من نهاية عمره في المستطيل الأخضر، ولذلك فإن خطواته أصبحت محسوبة بشكل أكثر دقة وصعوبة، لأنه يعلم أن فرصته في زيادة أرقامه أصبحت محدودة، ولذلك حين لم يلتحق بمعسكر “مانشستر يونايتد” هذا الصيف أصبح الشغل الشاغل للإعلام هو “مستقبل رونالدو”.
“عاطفة رونالدو” هي المحدد الأكبر لقراراته الخاطئة في مسيرته الرياضية، فحين سجل “هاتريك” في مرمى “بوفون” صفقت له جماهير “يوفنتوس” فشعر بتعاطف كبير مع تلك الجماهير المحبة له فقرر الانتقال لها من “ريال مدريد” فأضاع بذلك 3 مواسم لم يحقق فيها دوري الأبطال، رغم تعزيزه لأرقامه الشخصية إلى حد ما، ثم لاحظ أن جماهير “مانشستر يونايتد” استمرت تغني له رغم ابتعاده عن الفريق 12 موسمًا فقرر العودة للبيت الذي احتضن بداياته لكنه خرج بموسم صفري يعتبر الأسوأ في تاريخ النادي الحديث، ولذلك يمكن القول إن العاطفة تسببت في خسارته آخر 4 مواسم فبدأ التفكير بطريقة مختلفة حول “مستقبل رونالدو”.
“عقل رونالدو” هو الذي جعله المحترف الأكثر تكاملًا في العالم أو كما يطلق عليه كمصطلح أجنبي “The Complete Article”، حيث يمثل القدوة العليا لجميع الرياضيين بمختلف الألعاب خصوصًا فيما يتعلق باهتمامه بصحته ولياقته وبناء جسده المثالي، ولعل عقله السليم في جسمه السليم جعله يدرك أن قراراته العاطفية كانت نتائجها سلبية عليه، ولذلك كان قرار تحكيم العقل لتحديد ما تبقى من مسيرته التي ستمتد لبضع سنوات هي كل “مستقبل رونالدو”.

تغريدة tweet:
أمنيتي كعاشق بقاء “الدون” في “مانشستر يونايتد” ولكن أثناء كتابة المقال يجتمع “رونالدو” ووكيل أعماله “مانديز” مع مدرب الفريق “تين هاج” وبحضور أسطورة المدربين “السير أليكس فيرجسون”، ووجود الأخير يمنحني الطمأنينة أن القرار سيكون عقلانيًّا يخدم مصلحة النجم والنادي، الحقيقة أن قلبي وعقلي في صراع كبير قبل اتخاذ هذا القرار الصعب، فبقاء “رونالدو” سيخدم النادي فنيًّا واستثماريًّا، بينما انتقال النجم لفريق يلعب في “دوري الأبطال” سيعزز أرقامه القياسية في أعظم بطولات الأندية، بشرط أن يحسن اختيار النادي بعقله لا بعاطفته، وعلى منصات القرار نلتقي،