|


د. حافظ المدلج
ثقافة النادي
2022-09-09
أبدأ حديثي عن الأندية البريطانية بتعزيتهم والعالم بوفاة “الملكة اليزابيث” بعد جلوسها على العرش 70 عامًا، عايشت خلالها جميع ملوك “المملكة العربية السعودية”، وبسبب رحيلها ستتوقف الأندية الإنجليزية عن الركض الأسبوع الجاري، ما يمنحها فرصةً لالتقاط الأنفاس وإعادة الحسابات وترتيب الأوراق، ولعل المستفيد الأول من هذا التوقف هو “تشيلسي” الذي قام بإقالة مدربه “توخيل”، ولم يشفع له تحقيق “دوري أبطال أوروبا” وكأن ذلك جزءٌ من “ثقافة النادي”.
توقَّعت أن إقالة مدرب “تشيلسي” عند إخفاقه الأول عادةٌ انتهت بنهاية عهد المالك السابق للنادي “أبراموفيتش”، الذي يسمَّى “مقصلة المدربين” بعد إقالة “مورينيو” مرتين على الرغم من تحقيقه عديدًا من الألقاب قبل الإقالة، وتضحيته بأسطورة النادي “لامبارد”، وعدم الصبر عليه لوضع بصمته على الفريق! وكانت معظم الإقالات تتم بشكل تعسفي منتصف الموسم، لكن يبدو أن تلك الثقافة لم تتغيَّر بتغيُّر الملَّاك، حيث كرر “الأمريكي” ما فعله “الروسي” في تأكيد على “ثقافة النادي”.
لكنَّ دراسة ما حدث في “مانشستر سيتي”، يعطينا الأمل بإمكانية تغيير كل شيء في النادي إذا ما توفرت العزيمة والإرادة لإدارة تعتمد التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد، فقد أصبح “أزرق مانشستر” نموذجًا يُضرب به المثل في العمل الاحترافي للنادي، الذي كان قبل سنوات يلعب ضمن أندية الدرجة الثانية، وصار من أنجح أندية العالم، فأصبحنا نمني النفس بنجاح مماثل لنادي “نيوكاسل” الذي يملكه ويديره “صندوق الاستثمارات العامة” الذي سيقوم بتغيير “ثقافة النادي”.
وكعاشق لـ “مانشستر يونايتد”، فإن أملي كبير بأن تقوم عائلة “جليزر” ببيعه لملَّاك يحبون كرة القدم، ويقدِّرون تاريخ أعرق أندية العالم وأكثرها جماهيرية، لأن تلك الجماهير التي تنتشر في كل أصقاع الأرض قد ملَّت من العقلية “الرأسمالية” التي تفكر في النادي كمشروع استثماري مالي، فالأصل في الرياضة هو تحقيق الإنجازات التي تجلب الاستثمارات، والنجاح في الملعب يصنع النجاح خارجه، وعلى جميع الأندية بذل الجهد والمال لإعادة صياغة “ثقافة النادي”.

تغريدة tweet:
على المستوى المحلي أترك لكم حرية تحديد ثقافة كل نادٍ سعودي، وأكتفي بالتأكيد على ثلاثة أندية: ثقافة البطولات التي ينفرد بها “الهلال”، وثقافة العمل النموذجي التي تميِّز “الفتح”، وثقافة الكفاءة المالية التي يفتخر بها “الفيصلي”، فلكل ناد ثقافته التي ترتبط بتاريخه، ويمكن تغييرها، وعلى منصات ثقافة الأندية نلتقي.