|


د. حافظ المدلج
المئوية 2030
2022-09-23
نعيش هذه الأيام أفراح الاحتفاء باليوم الوطني المجيد لهذا الوطن الذي نعشق ترابه، ويشاركنا في ذلك الأشقاءُ في دول الجوار، ما يؤكد قوة العلاقات التي تزداد عمقًا عامًا بعد عام، ولله الحمد والمنَّة. وقد لاحظت تزايد موجة الاحتفاء مع مرور السنين، وزيادة عدد الدول التي تحتفل معنا، كما لاحظت أننا في 2022 نحتفي باليوم الوطني الـ 92 بمعنى أنها ستكون “المئوية 2030”.
مرَّ على المملكة العربية السعودية 74 يومًا وطنيًّا دون احتفاء شعبي، وأتذكر جيدًا حين بدأت التدريس في الجامعة عام 1997، وجاء اليوم الوطني الـ 67، أنني دخلت القاعة، وسألت الطلاب عن هذا اليوم: “ماذا يميِّزه؟”، فكان جواب أحد الطلاب: إنه يوم “الثلاثاء”. فقلت: ماذا يعني تاريخ اليوم؟ فأجاب آخر: إنه “20 جمادى الأولى”. فسألتهم: ماذا يعني لكم يوم “23 سبتمبر”؟ فعمَّ السكون القاعة، وسكت الجميع، فقلت لهم: إنه “اليوم الوطني السعودي”. وخصَّصت المحاضرة للحديث عنه، وكتبت حينها مقالًا في جريدة “الرياض”، طالبت فيه بضرورة الاحتفاء بهذا اليوم على المستوى الشعبي، وتحويله إلى إجازة، وكرَّرت الكتابة أعوامًا عدة حتى جاء قرار المغفور له بإذن الله الملك عبد الله بتخصيص إجازة لليوم الوطني الـ 75 عام 2005، على بُعد ربع قرن من “المئوية 2030”.
بالأمس احتفت جميع مدن المملكة وقراها باليوم الوطني المجيد، وقد شاهدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا كثيرة لتلك الاحتفالات، ولعلي أركز على الصور الجميلة لاحتفاء الأطفال، الذي يعكس حجم الانتماء العفوي لصغار، توشَّحوا اللون الأخضر والأعلام والعبارات والصور التي تعبِّر عن غرس الولاء في نفوس الأسرة بأكملها، فنحن في نعمة عظيمة، تتمثل في تبادل الوفاء والولاء بين الحكومة والشعب، ما يجعلني أتفاءل بأعظم احتفاء في “المئوية 2030”.
تغريدة tweet:
بعد ثماني سنوات سيأتي عام الرؤية 2030، وفيه سيقام بإذن الله معرض الرياض “إكسبو 2030”، وستكون مئوية اليوم الوطني، التي أثق في أن الاستعداد لها بدأ من الآن، وأتوقَّع أن يمتد الاحتفاء بها ليشمل شهر سبتمبر كاملًا، لأنها تمثل مرور قرن من الزمن، ولعل موسم الرياض 2030 سيبدأ مبكرًا في ذلك العام، ليتزامن مع الاحتفاء باليوم الوطني الـ 100، مع توزيع الاحتفالات على مدن المملكة كافة، وأن تتم التغطية الإعلامية بشكل يتناسب مع حجم المناسبة. وعلى منصات الاحتفاء بالمئوية 2030 نلتقي.