|


إبراهيم بكري
الرياضة بعيون مثقف
2022-11-10
الرياضة بوصفها علمًا، لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها، وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
اليوم سأتحدث عن كتاب “كرة القدم بين الشمس والظل” للمبدع الأوروجوياني إدواردو جاليانو، الذي استطاع بأسلوبه الأدبي تشخيص علم الرياضة.
يقول الكتاب عن المتعصِّب من الجماهير: “هو المشجع في مستشفى المجانين. يصل المتعصِّب إلى الملعب ملتحفًا راية ناديه، وبوجه مطلي بألوان القميص المعبود، متسلحًا بأدوات مقعقعة وحادة، وبينما هو في الطريق، يكون قد بدأ في إثارة كثير من الصخب والشجار، وهو لا يأتي وحده مطلقًا.
إنه ينظر إلى المباراة وهو في حالة صرع، لكنه لا يراها، فما يهمه هو المدرَّجات، لأن ميدان معركته في المدرَّجات، ومجرد وجود مشجع للنادي الآخر يشكل استفزازًا لا يمكن للمتعصِّب أن يتقبَّله. الخير ليس عنيفًا، لكنَّ الشر يجبره على ذلك، والعدو دائمًا مذنب، ويستحق لوي عنقه، ولا يمكن للمتعصب أن يسهو، لأنَّ العدو يترصد في كل مكان”.
في حين يصف المؤلِّف الحكم قائلًا: “الحَكم هو متحكِّم في التعريف. إنه الطاغية البغيض الذي يمارس ديكتاتوريةً دون معارضة ممكنة، والجلاد المتكبِّر الذي يمارس سلطته المغلقة فيما الصفارة في فمه، حيث ينفخ الحكم رياح القدر المحتوم. خلال أكثر من قرن كان الحكم يرتدي لون الحداد. على مَن، على نفسه؟ أما الآن، فإنه يخفي حداده بالألوان”.

لا يبقى إلا أن أقول:
هذا هو سحر الرياضة، فبوصفها علمًا تجذب غير المختصين فيها لتذوُّق تفاصيلها، والكتابة عنها، لأنها تلامس تفاصيل حياتنا، وتسكن داخلنا.
والرياضة والثقافة وجهان لعملة واحدة، وتتطلبان الإبداع والشغف بهما حتى تُخرج من داخلك أفضل ما تملك.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك، وشكرًا لك.