|


إبراهيم بكري
كأس العالم بدون أسطورة
2022-11-15
أيام معدودة إلى كأس العالم في قطر، ولا يوجد أحد يردد أن هناك لاعبًا هو أسطورة المونديال.. لماذا؟.
بعد أن فقد الأسطورتان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي بريقهما المعهود في العقد الماضي، لم يعد الحديث عن أسطورة الفريق أو المنتخب الوحيد موجودًا، وتغيَّرت كثير من مفاهيم كرة القدم وأساليبها التدريبية، التي تعتمد على اللعب الجماعي دون الاعتماد على لاعب وحيد، تعيش تحت رحمته الأندية والمنتخبات.
تختلف وتتنوع طرق بناء الفرق في الألعاب الجماعية بحسب طبيعة اللعبة، وعدد لاعبيها لذلك لكل لعبة ثقافتها المختلفة.
مَن يعرف أدق التفاصيل في كرة السلة الأمريكية NBA، يدرك ما هي الاستراتيجية المتبعة في بناء الفرق.
لكل فريق نجم وأسطورة، يتمُّ تكوين الفريق بناءً على رغبته وتدخله في اختيار اللاعبين المناسبين مع طريقة لعبه، وأي لاعب ينضم للفريق، يقبل أن يكون تحت سلطة هذا اللاعب الأسطورة في الفريق، والمتحكم بجميع مفاصل القرارات الفنية فيه، بما في ذلك اختيار المدربين، وقراراتهم في خطط اللعب، وانتقاء التشكيلة الأساسية.
لا شكَّ أن طبيعة لعبة كرة السلة، وعدد لاعبيها القليل في الملعب “خمسة لاعبين”، تسمحان لهذا النجم بأن يتمتع بكل هذه الصلاحيات الفنية.
في العقود الماضية، لم يختلف الحال في كرة القدم عنه في كرة السلة، إذ ضبطت أندية ومنتخبات مواقيت فوزها على ساعة أسطورتها، وشهدت تلك الفترة تمجيدًا وتخليدًا لأسطورة النجم الوحيد، الذي تبنى عليه خطط الفريق، أو المنتخب.
لا يبقى إلا أن أقول:
ولكل دولة أسطورتها، فلا يمكن مثلًا الحديث عن منتخب البرازيل دون ذكر بيليه، والأرجنتين مع دييجو مارادونا، وهولندا مع يوهان كرويف، وألمانيا مع فرانز بيكنباور، والبرتغال مع إيزيبيو، وفرنسا مع زين الدين زيدان.
وعلى صعيد الأندية، تطول القائمة تاريخيًّا، وتخلِّد الذاكرة الحديثة لنا القصة الأخيرة لزمن الأساطير: كريستيانو رونالدو بخمسة ألقاب للكرة الذهبية، وخمس مرات بطلًا لدوري أبطال أوروبا، وبطل أوروبا مع منتخب البرتغال، ودوري الأمم الأوروبية في صفوفه، إلى جانب كثير من الألقاب الشخصية والبطولات مع الفرق التي لعب لها. وليونيل ميسي مع ستة ألقاب للكرة الذهبية، وأربع مرات بطلًا لدوري أبطال أوروبا، وبطل كوبا أمريكا 2021 مع منتخب بلاده، كما حصد كأس العالم للشباب تحت 20 عامًا في 2005، وذهبية أولمبياد بكين 2008، وحقق الكثير من الإنجازات الشخصية والبطولات مع الفرق التي لعب لها.
‏‏هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.