|


تركي السهلي
سراب أصفر
2023-01-30
مع خروج النصر من نصف نهائي كأس السوبر السعودي أمام الاتحاد، بدا وكأن كُل شيء تحوّل إلى سراب لدى محبيه. كانت نهاية أسبوع مُخيّبة للجماهير الصفراء، لكنها لم تكن نهاية المطاف بالنسبة لمجلس الإدارة، ولا إلى المدير الفني الفرنسي رودي جارسيا وفريق عمله، فالمنافسة مُستمرة في الدوري وهو يتصدر الترتيب حتى قبل نهاية الدور الأول بجولة واحدة، والمسيرة في كأس الملك تبدو مُتاحة للتقدم.
لكن، هل النصر قادر فعلًا على أن يكسب أكثر، ويظفر ببطولة هذا الموسم على الأقل؟
بالنظر إلى التحضير للموسم الحالي فإن الأمر كان مُكتملًا بالتعاقد مع مُدرب كان يمثل مطلبًا جماهيريًّا، ومعسكر تحضيري جيّد وطويل نسبيًا في إسبانيا، ولحق الأمر بصفقة كريستيانو رونالدو في فترة الشتاء التاريخية.
في الصيف، ومع النشاط الذي كانت عليه الإدارة، إلا أنها عجزت عن الخلاص من عنصرين أجنبيين شكّلا عبئًا على العناصر الفنية، هما الأوزبكي جلال الدين ماشاريبوف، والأرجنتيني بيتي مارتينيز، وحين حلول الشتوية دفعت الكاميروني أبو بكر صاحب الثلاثة أهداف في كأس العالم الأخيرة مع منتخب بلاده الكاميرون، ومعه الشاب الموهوب خالد الغنّام إلى خارج الفريق، وأبقت على العنصرين الأجنبيين الغائبين عن التأثير لأسباب فنية وصحية.
والخلاص من “ماشا” كان سهلًا وممكن الحدوث، فالفريق لا يحتاج إلى آسيوي هذا العام، كما أن عقد اللاعب بسيط ولا يمثل قيمة مؤثرة على الخزينة، فراتبه لا يتجاوز مئة ألف دولار شهريًّا، وشرطه الجزائي قليل ولا يُشكّل عائقًا حين التفكير في الإنهاء معه.
وموضوع الأوزبكي جلال الدين مليء بالغموض أساسًا، وربما سيأتي اليوم الذي يتم فيه الحديث عنه على نحوٍ علني بدءًا من القيمة والوكيل والأطراف الداخلية المتعاقبة في النصر، وما إذا تم التعديل على بعض التفاصيل أم لا.
ومع كل الأسماء الموجودة فإنها لم تسدّ لمراكز في طرفي الهجوم والوسط كشفتها أكثر من مباراة ويعرفها الجمهور النصراوي وهو الأمر الذي كان مبعثًا للاستغراب والخوف في آن.
والحيرة كانت من القدرة المادية لمجلس إدارة مسلي آل معمر وسهولة تقوية الفريق، وكان الوقت في يد المجلس، لكنه لم يفعل شيئًا في هذا الإطار وساق مبررات غير مقبولة على الإطلاق مثل رفض اللاعبين المغادرة، وتمسكهما باللعب للنصر، فالجمهور يعلم أن الإدارة التي تخلصت من موري، وجوناثان، وأبو بكر، وبيتروس لن تكون عاجزة عن بيتي وماشا. الخوف من أن تمتد مسافة السراب الأصفر.