|


د.تركي العواد
نصراوي يرأس الهلال
2023-06-15
تحسَّر جمهور الهلال، وهو يشاهد ميسي يسجل أمس أسرع أهدافه على الإطلاق في مرمى أستراليا فقد كان قريبًا جدًّا من ارتداء القميص الأزرق، لكنه سيرتدي بدلًا منه قميصًا ورديًّا فاقعًا، لا يسرُّ الناظرين.
المفاوضات تأخذ وقتًا، وقد تكون شاقةً ومؤلمةً أكثر من اللازم، ولنا في ملاحقة ريال مدريد للنجم الفرنسي كيليان مبابي خير دليل على النفس الطويل في إبرام التعاقدات، فالريال يلاحق اللاعب منذ كان في موناكو، أي قبل أكثر من ست سنوات، والقصة لا تزال مستمرةً، وقد لا تنتهي بما يرضي جماهير الريال.
من المهم أن تدرك الجماهير في الأندية الأربعة التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة، أن أنديتهم تمرُّ بمرحلة انتقالية لا تشبهها أي مرحلة، وعليهم التحلي بالصبر، وانتظار نتائج المشروع الذي أطلقه سمو ولي العهد قبل أيام عدة، إذ سينقل الأندية لمستويات غير مسبوقة.
هذا المشروع سيساعد الأندية في التحول لكيانات تجارية واستثمارية، تمتلك قوةً ماليةً هائلةً، وتتميَّز عن النموذج السابق بالنضج الإداري والمالي، لذا لن تجدوا النادي بعد اليوم يمزّق عقد لاعبه وسط الموسم، أو يوقع مع لاعب لديه عقد مع ناد آخر، أو يتم إيقافه عن التسجيل من قِبل “فيفا”، وغيرها من الأخطاء البدائية التي وقعت وتقع فيها الأندية بشكلها القديم.
أعرف أن هناك مخاوف من التغيير، وهذا طبيعي، وأكبر مخاوف الجماهير أن تفقد الأندية شكلها وهويتها السابقة التي عشقتها، وهذا أمرٌ غير وارد، لأن الأندية ستبقى على حالها، وستنقل شخصيتها وأسلوب لعبها وتاريخها وإرثها معها، وسيبقى الهلال كما هو بروحه وأسلوبه، وسيبقى النصر كما عهدناه، وكذلك الأهلي والاتحاد.
هناك مخاوف من تولي نصراوي منصب الرئيس التنفيذي للهلال، أو العكس، وهذا أمرٌ واردٌ، لكن لا ضرَّر أبدًا في ذلك، فالرئيس التنفيذي يريد النجاح، وولاؤه لنفسه وعمله أكبر من انتمائه، وقد شاهدنا ذلك في اللاعبين عندما ينتقل أحدهم من ناد لآخر، إذ يبقى بالمستوى والأداء والحماس نفسه. لا خوف على الأندية من فكرة التدمير من الداخل، فالأندية ستبقى كما هي، بل إن القرارات ستكون أكثر حكمةً واحترافيةً.
بالنسبة إلى اللاعبين الأجانب والمدربين، هذا الملف في أيدٍ أمينة، أيدٍ أحضرت كريستيانو وبنزيما، فاسترخوا واستمتعوا بالرحلة.