|


د.تركي العواد
كرة القدم لا تتحدث الإنجليزية
2023-06-22
جاء شرط إجادة اللغة الإنجليزية، تحدثًا وكتابة، للترشح لرئاسة وعضوية المؤسسات غير الربحية للأندية الرياضية، مفاجئًا للجماهير، التي تعودت على رؤساء وأعضاء بمعايير منخفضة، ومواصفات مختلفة، لذلك كانت النتائج ديونًا لا تنتهي، وخطابًا إعلاميًا عاطفيًا.
أنا مؤيد، وبقوة، لشرط اللغة، وشرط الشهادة الجامعية المعتمدة، وشرط الخبرة والتخصص، لأنها بلا شك سوف تساهم في زيادة جودة وكفاءة القائمين على الأندية، وسترفع قدرة الأندية على التخطيط الاستراتيجي، والعمل بعقلية القطاع الخاص، ونحن ندخل مرحلة حاسمة في تاريخها، وتاريخنا، وبحاجة إلى أفق دولي، ومعايير عالية، تساهم في نقل الأندية إلى المستوى المأمول.
لم يعجبني أبدًا.. أبدًا إجراء مقابلات شخصية، واختبارات لمن لم يستطع تقديم شهادة تثبت إجادته اللغة الإنجليزية، هنا تحول شرط اللغة إلى شرط قابل للتفاوض والنقاش والإقناع، ودخل الرأي الشخصي في تحديد مدى مطابقة المرشح لشروط الرئاسة أو العضوية.
عندما تطلب شهادة جامعية، أو شهادة خبرة، أو أي شرط آخر، فأنت تضع ضوابط ومعايير دقيقة، يمكن تطبيقها بمعزل عن الاجتهادات والتقديرات الشخصية، وشرط اللغة يجب أن ينطبق عليه ما ينطبق على بقية الشروط، فإثبات إجادة اللغة يكون عن طريق شهادة رسمية، أو اختبار عالمي معتمد، أو تخرج من جامعة تُدرّس باللغة الإنجليزية، في السنوات القادمة يجب أن توضع معايير واضحة لإثبات إجادة اللغة دون اجتهادات، ولا تقديرات متفاوتة.
في المقابل، أتمنى ألّا نفقد عددًا من اللاعبين، الذين خدموا أنديتهم سنوات طويلة، ويمكن الإفادة منهم حتى لو لم تتوفر فيهم كل الشروط المطلوبة، فلا ننسى أن هناك
جانبًا فنيًا حاسمًا في الأندية يجب ألا يُترك لغير الملمين به، لذلك حتى لو خسرنا عددًا من المؤهلين في عضوية مجلس الإدارة، بسبب اللغة والشهادة، أو العمر، أتمنى أن يكون لهم مكان في النادي في إدارات فنية متخصصة.
كرة القدم سهلة، وبسيطة، ويفهمها الصغير والكبير، ولكن لها أسرارًا ودهاليز لا يعرفها إلا من مارسها على مستوى المحترفين، ولا ينفع معها مجرد معرفة الدوري الإنجليزي والإسباني.. هناك ما هو أكثر وأعمق من معرفة أسماء اللاعبين، و4ـ4ـ2.