|


د.تركي العواد
صندوق الاستثمارات.. معايير مختلفة
2023-07-13
كنت جالسًا في أمان الله مرتاح البال وصافي الذهن، أنعم بسلام داخلي عندما تفاجأت بسؤال أسرع من الضوء يأتيني من آخر المجلس “وش رأيك لو يحطون اللاعب “الفلاني” في مجلس إدارة شركة الهلال أو على الأقل يحطونه المدير التنفيذي؟”.
سكت ولم أنطق بكلمة، بل عدت من جديد إلى جو الاسترخاء الذي أحطت به نفسي.
هذا السؤال جعلني أدرك أن هناك من لم يستوعب حتى الآن المرحلة التي نمر بها، والتحولات الجذرية التي تشهدها رياضتنا، مما حتم رفع المعايير لمواكبة القفزات غير المسبوقة التي نعيشها.
لا مجال للعاطفة في اختيار الكفاءات التي تدير الأندية، لذلك جاءت مجالس الإدارات بأسماء غير متداولة عند الجماهير الرياضية، ولكنها أسماء معروفة في القطاع الخاص بشكل واسع، سألقي الضوء على اسم واحد فقط لعله يختصر ما يمكن أن يقال في هذا المجال، وهو عضو مجلس إدارة شركة الهلال فهد أبو حيمد.
شريك في شركة أبو حيمد وآل الشيخ والحقباني، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للمنافسة، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وعضو مجلس إدارة السوق المالية، وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكية الفكرية، يحمل دكتوراه في القانون التجاري من جامعة هال البريطانية.
الرياضة السعودية قبل دخول صندوق الاستثمارات العامة شيء، وبعد دخول الصندوق شيء آخر مختلف.
الصندوق رفع المعايير ونقل الأندية ماليًا وإداريًا وفنيًا، لذلك ستختفي عدة ظواهر لازمت الكرة السعودية سنوات طويلة وأزمنة مديدة.
أول ظاهرة ستختفي هي التوقيع مع لاعبين مصابين أو متوقفين عن اللعب لفترات طويلة، فمع الصندوق لن يُستقطب إلا اللاعب الجاهز للركض في ملاعبنا، انهيار صفقة حكيم زياش بسبب مخاوف من وجود إصابة في الركبة يبين لنا الدقة في اختيار اللاعبين والحرص على تقليل الهدر المالي.
الظاهرة الثانية التي ستغادر بلا رجعة هي الديون المتراكمة على الأندية، والتي تبين سوء الإدارة المالية التي جعلت رئيس النادي يلغي العقود دون حساب للعواقب المالية والغرامات المترتبة على ذلك.
أما الظاهرة الثالثة التي بدأت فعلًا بالتلاشي فهي الرئيس الذي يجمع المؤثرين حوله للدفاع عن كل قراراته، لذلك كل الرؤساء كانوا رموزًا وذهبيين حتى من غادر الرئاسة دون بطولة واحدة.