|


د.تركي العواد
FC
2023-07-20
تعتزم رابطة الدوري السعودي للمحترفين إطلاق استراتيجية التحول، بهدف تطوير الدوري وتحقيق الاستدامة المالية للرابطة وللأندية وتعزيز تنافسية الدوري عالميًّا.
أعجبني تحديد ثلاثة مسارات رئيسة لهذه الاستراتيجية وهي:
1ـ تطوير العمل الإداري لكرة القدم في الأندية.
2ـ برنامج استقطاب نخبة اللاعبين. 3ـ تنظيم أعمار اللاعبين السعوديين المشاركين في دوري المحترفين.
سأركز هنا على المسار الأول فقط، الذي تناول تطوير العمل الإداري لكرة القدم في الأندية، من خلال استحداث وحدة متخصصة في الرابطة هدفها تعزيز الخبرات التقنية والفنية للكوادر في الأندية.
وأجد أن الحلقة المفقودة اليوم في المنظومة الرياضية تقع تحت هذا المسار، فالأندية السعودية بنظامها الحالي ليست أندية كرة قدم، بل أندية ألعاب جماعية وفردية، ومسؤولية الإدارة العمل على تطوير ودعم كل الألعاب، وليس كرة القدم.
ما أريد طرحه اليوم أننا بحاجة لإطلاق أندية متخصصة فقط في كرة القدم، كما هو ممارس في الدوري الإنجليزي وغيره من الدوريات، فنادي مانشستر يونايتد اسمه الرسمي “Manchester United F.C”، أي أنه فقط كرة قدم، لذلك كل شيء في النادي يدور حول كرة القدم وشؤونها.
إذا أردنا نقل الدوري السعودي لأفضل 10 دوريات في العالم، وأردنا عملًا مؤسسيًا تتم حوكمته إداريًا وماليًا ويحقق الاستدامة المالية التي تجعله مستقلًا عن الدعم الحكومي على المدى المتوسط والطويل، فنحن بحاجة لإخراج نشاط كرة القدم من الأندية بنظامها الحالي، وإطلاق شركة مملوكة للنادي تحت مسمى شركة الهلال لكرة القدم، وشركة النصر والاتحاد، وكل الأندية المشاركة في دوري المحترفين.
العمل الجبار الذي تقوم به الدولة في دعم كرة القدم واضح وجلي، ونقل الدوري بالفعل لآفاق غير مسبوقة، ولكن هذا الدعم إذا لم يجد تنظيمًا واضحًا يدعمه، ويساهم في استثماره بأفضل طريقة ممكنة، فقد لا نستفيد من هذه المرحلة الاستفادة الأمثل.
إطلاق أندية كرة قدم سيسهل مراقبتها ماليًا وإداريًا، وسيجعل تلك الكيانات قادرة على التحول لكيانات تجارية تتمكن من استثمار كل قطاع مربح في كرة القدم بأفضل طريقة.
مع الدعم السخي الذي تحظى به كرة القدم أصبحت فرق كرة القدم أكبر من الأندية التي تملكها، لذلك وجودها مع الألعاب الأخرى تحت سقف واحد يُعيقها عن تحقيق أهدافها المرجوة.