|


د.تركي العواد
معايير.. معايير.. معايير
2023-09-14
منذ زمن بعيد وأنا أطالب بوضع معايير واضحة، تضبط مستوى ما يُقدَّم من خدمات في الرياضة، لأن وضع المعايير يسهل علينا معرفة مدى تطورنا، ووصولنا إلى المعايير الدولية، ويجعلنا نتخذ القرارات بناءً على مقاييس ثابتة قابلة للقياس، يمكن تقييمها موضوعيًّا.
نشرت صحيفة “الرياضية” خبرًا عن زيارة وفد من “فيفا” مدينة الملك عبد الله الرياضية، التي ستحتضن كأس العالم للأندية بعد ثلاثة أشهر، وقد اشترط الوفد سرعة إنهاء سبعة متطلبات لتكون المنشأة قادرة على استضافة بطولة عالمية بحجم مونديال الأندية.
هذا يبيِّن أن “فيفا” لديه معايير واضحة لبطولاته، منها على سبيل المثال منح تراخيص المأكولات والمشروبات لشركات و”براندات” عالمية. تخيَّلوا أن الاتحاد الدولي يضع معايير معينة للأطعمة التي تباع في الملاعب.
أتمنى ألَّا نقوم بتلبية تلك المتطلبات مؤقتًا لإرضاء وفد “فيفا”، ثم نعود لأكل “الصامولي”، وشرب الـ “سنتوب”، وأتمنى أن نبدأ بالتفكير في وضع معايير عالية وعالمية لتحويل تجربة حضور المباريات لمتعة حقيقية، تجعل الجماهير تخرج بابتسامة رضا عن التجربة كاملةً.
مهمٌّ جدًّا أن نبدأ العمل على دليل سنوي، يضع المعايير في الملاعب، ويسهم في تطوير تجربة الحضور عامًا بعد عام.
طلب “فيفا” تغيير بوابة دخول الجماهير في “الجوهرة”، يدلُّ على أن هناك فصلًا كاملًا في دليله، يشمل معايير بوابات الدخول بما يسهّل دخول الجماهر دون خطر التزاحم والتدافع.
يجب أن يكون الهمُّ الأوَّل للمنظمين إرضاءُ الجمهور، وتوفير كل السبل لتسهيل دخولهم إلى الملعب، وحصولهم على الأكل المناسب بمعايير مرتفعة، وأسعار معتدلة.
أعجبني أن الوفد الدولي اشترط شاشات عملاقة خارج الملعب حتى يستمتع مَن جاء إلى الملعب ولم يجد تذكرة دخول بمشاهدة المباراة في محيطه.
اليوم نمرُّ بمرحلة غير مسبوقة في الرياضة بفضل الدعم الكبير الذي نحظى به من حكومتنا الرشيدة، لذا يجب أن نستثمر هذا الدعم في رفع مستوى كل الخدمات المقدَّمة في الملاعب.
أتمنى أن تعمَّم متطلبات “فيفا” السبعة على كل ملاعب المملكة.