|


حسن عبد القادر
قفاز المسيليم ولسانه
2023-09-28
أسوأ ما يمكن حدوثه لأي شخص، هو أن يفسد عمله بـ “يديه”، أو بـ “لسانه”! وياسر المسيليم فعل ذلك.
صنع المسيليم لنفسه مكانةً خاصةً لدى جماهير الأهلي خلال رحلته مع النادي، التي امتدَّت نحو 22 عامًا، كان خلالها الحارس الأمين لمرمى فريقه، وحقق عديدًا من البطولات، وكانت له أدوار أخرى، منها صنع الألفة بين زملائه اللاعبين، خاصةً المنتقلين حديثًا إلى الفريق، كما كان إيجابيًّا طوال مسيرته على المستويين الفني والأخلاقي، وهذا ما عزَّز العلاقة بينه وبين المدرَّج الأهلاوي سنوات طويلة، وجد فيها كل الدعم والمؤازرة والثقة.
وقبل أيام، خرج المسيليم بعد أن خلع قفازي الحراسة، واختار طريقًا آخر لمشوار حياته، ليقول كلامًا لا يمت للحقيقة بصلة، ويصنع شرخًا في جدار العلاقة بينه وبين ناديه الذي عاش فيه أكثر من 20 سنة.
يقول المسيليم: “إن النادي لم يمنحني المخالصة إلا قبل انتهاء الفترة بساعتين”. وهذه معلومة صحيحة من حيث التوقيت، لكنها غير صحيحة من حيث المغزى الذي كان يقصد، فهو يقصد أن الأهلي حرمه من الانتقال لنادٍ آخر بمنحه المخالصة قبل إغلاق الفترة بساعتين.
السؤال الذي يوجَّه للمسيليم: أنت تعرف أنك خارج القائمة منذ نهاية الموسم الماضي، وأنك في الفترة الحرة، وأن عدم استدعائك للمعسكر، أو التدريبات بعد العودة دليلٌ على انتهاء علاقتك بوصفك لاعبًا مع الفريق، إذًا لماذا لم تبحث عن ناد آخر كما فعل سلمان المؤشر مثلًا إذا كانت لديك القدرة والرغبة في الاستمرار بالملاعب، لماذا لم تحضر للنادي قبل انتهاء الفترة بأشهر وتطلب عمل مخالصة مالية، وتقرِّر بعدها أين تذهب إذا أردت مواصلة مشوار اللعب؟
سؤالٌ منطقي، يسأله مَن يقرأ المشهد جيدًا، ويعرف أنظمة ولوائح العلاقة التعاقدية للاعبين المحترفين.
كل الأمور والحلول كانت بين يديك، لكنك اخترت أن ترد بلسانك هذه المرة، وليس بيديك، لذا أوقعك لسانك في المحظور بعد أن خلعت “قفازيك”.
أخيرًا وإحقاقًا للحق، يبقى ياسر المسيليم من الأسماء الكبيرة التي سطَّرت لنفسها تاريخًا في الأهلي، خلقًا ولعبًا وانضباطًا، لكن هذه الزلة لن تمحي ما سبق.