|


د.تركي العواد
فن التفاوض ومحمد صلاح
2023-10-12
ستُفتح بعد شهرين ونصف من اليوم نافذة الانتقالات الشتوية، ولا أتمنى أن تكون نشيطة وقوية كما كانت الفترة الصيفية، فالمشروع اليوم اكتمل وأصبح الدوري السعودي مُتابعًا من العالم، ولا أظن أن لاعبًا في العالم اليوم “ماعدا ميسي” يمكن أن يساهم في رفع نسب المشاهدة للدوري.
أجد أن الإصرار على استقطاب محمد صلاح ولوكاكو وغيرهم من النجوم إضافة جمالية فقط وليست ذات قيمة حقيقة، لذلك أتمنى من المفاوض السعودي هذه المرة عدم ملاحقة النجوم بنفس الرغبة والشهية السابقة، فلدينا من النجوم ما يكفي، إذا كان لوكاكو أو صلاح أو مودريتش ودي بروين سيحضر فهذا رائع ولكن عدم حضوره لا يؤثر كثيرًا.
هناك ما يسمى في الاقتصاد بمفهوم “المنفعة الحدية” وهي المنفعة التي يحصل عليها الفرد من استهلاك وحدة إضافية من السلعة، أي أن منفعة وحدة إضافية من السلعة للمستهلك تكون دائمًا أقل قيمة من منفعة الوحدة السابقة لها.
وهذا يتضح عندما تكون عطشان جدًّا فإنك ستدفع مبلغًا كبيرًا مقابل كأس ماء، ولكن لن تدفع نفس المبلغ في الكأس الثانية، وبكل تأكيد لن تدفعه للكأس الثالثة.
لذلك التفاوض الآن مختلف، ويجب أن يكون بذكاء وهدوء ودون إصرار، من أراد أن يأتي فهذا جيد ومن تمنع فلن نركض وراءه حتى آخر لحظة من آخر دقيقة من آخر يوم في فترة الانتقالات الشتوية.
نحن في وضع تفاوضي أفضل من السابق، والنجوم العالميون يضعون في الحسبان اللعب في الدوري السعودي في وقت ما، ما لا نريده أن تتحول المفاوضات إلى ماراثون لا ينتهي من الأخذ والرد ورفع المبلغ، فهذا الوضع يغضب الأندية والمدربين الذين سيرحل نجومهم.
التفاوض اليوم يجب أن يتم بعرض مقدم للنادي إذا ما تم رفضه فبالإمكان البحث عن لاعب آخر، لدينا كريستيانو ونيمار وبنزيما أعلى نجوم العالم شعبية مع ميسي.. لا حاجة أبدًا.. أبدًا للركض خلف نجم آخر.