|


كونان..أحبطه طبيب فرنسي.. وعرف الذهب مع النصر والمنتخب

الرياض ـ أسامة فاروق 2024.02.14 | 07:13 pm

كان ممدّدًا على السرير الأبيض في مستشفى مدينة ريمس الفرنسية.. ألم ظهره يكاد يبكيه.. كأنّ نصلًا حادًا علق بين فقراته رافضًا محاولات نزعه.
«كونان.. لا مفرّ من عملية جراحية، لديك انزلاق غضروفي لن تداويه العلاجات الوقائية».
يقول الإيفواري: «شعرت حقًا بالإحباط بعدما أبلغني الطبيب بتلك الكلمات.. كأنّها وطأة مطرقة ثقيلة ضربتني».
في 19 يناير 2019 كان ستاد ريمس، نادي كونان، يستعد لاستقبال نيس ضمن الجولة الـ 21 من الدوري الفرنسي، وأثناء التحضيرات اشتعل ظهر اللاعب بالألم.
الألم لم يكن جديدًا، أحسّ به قبل ذلك بشهرين، لكنه لجأ إلى العلاج الوقائي، تهربًا من الجراحة، والآن أصبح هذا الإجراء الطبي محتّمًا.
ابتعد كونان عن الملاعب 7 أشهر بعد تعرضه لمشرط العمليات، ومدّة بهذا الطول ليست بالسهلة على لاعب كان قد بلغ لتوّه 23 عامًا، ويشعر بالتعطش للركض وركل الكرة.
«لم أرغب في التخلي عن زملائي، الأمر كان صعبًا جدًا جدًا بالنسبة لي.. لقد كانت سبعة أشهر عسيرة، لكنها سمحت لي أيضًا باكتساب الخبرة.. وكما يقولون كل ما يفعله الله فهو خير».
كونان الذي قال تلك الكلمات في حوار لاحق مع مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الشهيرة طوى ذلك الموسم من منتصفه، وعاد في تاليه، لكن متاعب الظهر لم تبرح عنه، فهي كما يقول بنفسه «يُمكن أن تنشأ في أي وقت.. تجلس ساعتين أو ثلاث دون مشكلة وعندما تستيقظ تشعر بالألم».
على أنّ اللاعب تمكّن من تقويض آلامه وحاربها بمعاونة أخصائي العلاج الطبيعي ولم تعاوده بالقوة ذاتها مجددًا، وأبعدته فقط لخمس مباريات على فترتين لاحقتين، آخرها نوفمبر 2020، بحسب موقع «ترانسفير ماركت».
عطّلت تلك الإصابة المسيرة الدولية لكونان، فكانت انطلاقته بطيئة بسببها مع منتخب بلاده، كطفل يتعلم المشي، يخطو مترًا، ويحبو آخر، حتى حملته ساقاه دون مساعدات.
لم يلعب الظهير لمنتخب بلاده منذ نوفمبر 2019، وقت ظهور الإصابة، وحتى نهاية 2021، سوى مباراتين فقط، بينما تقاسم مركزه كل من ماكسويل كورنيه، وحسن كمارا، وكذلك المدافع ويلفريد كانون الذي تزحزح ناحية اليسار.
غير أن المدرب الفرنسي باتريس بوميل، الذي كان يقود كوت ديفوار، ارتأى حكمة من الاعتماد عليه، وبصفة أساسية، في كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها الكاميرون يناير 2022.
وعلى الرغم من مغادرة «الأفيال» البطولة من ثمن النهائي على يد «فراعنة النيل»، قدّم كونان الذي دخل المنافسات بـ 13 مباراة دولية فقط وهو في الـ 27 من عمره، عطاءات كان لها مفعول السحر في إقناع النصر السعودي باستقطابه خلال الصيف التالي مباشرة.
وخلافًا لتشخيصه الذاتي لآلام ظهره قبل 3 أعوام بأنّها «لن تفارقه مدى حياته»، توقفت شكاواه منها تمامًا منذ قدومه إلى السعودية، وذلك ما ساعده على احتكار خانته في المنتخب، إلا 3 مباريات فقط غاب عنها خلال ما يقرب من حولين كاملين.
انتصر كونان على آلامه وحافظ على ظهوره دوليًا دون انقطاع، وقطف الثمرة عبر مشاركة في نسخة تاريخية من أمم إفريقيا لم تغادر بعدها الكأس بلاده، واحتفظ بذهبيتها في خزانة شخصية كانت خاوية سوى من ميدالية واحدة، بنقش عربي، تقلّدها مع النصر على أرض الطائف، الصيف الماضي.