|


دوري أبطال أوروبا.. الصحافة تمهد طريق المنافسة الشهيرة

جدة ـ محمود وهبي 2024.03.15 | 01:10 pm

يبدأ العد العكسي الحقيقي، في الطريق نحو منصة دوري أبطال أوروبا، الجمعة، عندما تُسحب قرعة الدور ربع النهائي، بحضور 8 من كبار القوم في القارة العجوز، والهدف واحد، وهو مواصلة المشوار نحو نهائي ويمبلي في 1 يونيو المقبل، والظفر بلقب النسخة رقم 69 من بطولة الأندية الأغلى والأقوى والأكثر انتشارًا ومتابعة على مستوى العالم.
وبالعودة إلى بدايات هذه البطولة، وقبل أن تعرف أوروبا مسابقة واسعة النطاق والاهتمام، نظمت سانتياجو، العاصمة التشيلية، عام 1948، بطولة قارية حملت اسم بطولة أبطال أمريكا الجنوبية، بمشاركة 7 أندية من 7 دول أمريكية جنوبية، أبرزها ريفر بليت الأرجنتيني، وناسيونال الأوروجوياني، وكولو كولو التشيلي، وفاسكو دا جاما البرازيلي الذي تُوّج باللقب، كما شهدت البطولة مشاركة مجموعة من نجوم القارة، وعلى رأسهم ألفريدو دي ستيفانو، الذي انتقل إلى ريال مدريد بعد ذلك، ليصول ويجول في ملاعب أوروبا.
وكانت هذه البطولة عاملًا أساسيًّا وخطوة مهمة تجاه إطلاق كوبا ليبرتادوريس، عام 1960، أي بطولة الأندية الأشهر في القارة الأمريكية الجنوبية، والمستمرة حتى يومنا هذا، لكن صداها تجاوز المحيط الأطلسي، ووصل إلى أوروبا، إذ يقول الفرنسي جاك فيران، رئيس تحرير صحيفة ليكيب، «إن بطولة أبطال أمريكا الجنوبية كانت مصدر إلهام لإطلاق دوري أبطال أوروبا»، قبل أن يقوم جابرييل هانو، الصحافي الفرنسي الآخر، بإقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة إطلاق بطولة قارية، وتم ذلك عام 1955، بعدما لعب نادي ولفرهامبتون الإنجليزي دورًا غير مباشر في هذا السياق، أي عندما أطلق على نفسه لقب بطل العالم لقاء سلسلة انتصارات على أندية من عدة دول منتصف الخمسينيات، الأمر الذي أجبر الاتحاد الأوروبي على التحرك، بحثًا عن بطل حقيقي ورسمي لأوروبا.
وبالعودة إلى جاك فيران وجابرييل هانو، يمكن القول إن بطولة دوري أبطال أوروبا ما كانت لتبصر النور لولا أقلام ومناشدات الصحافيين، فالأول، أي فيران، والذي تولى مناصب إدارية في صحيفة ليكيب ومجلة فرانس فوتبول، كان أحد مؤسسي نادي باريس سان جيرمان، والثاني، أي هانو، كان لاعب كرة قدم سابق، ومثّل منتخب فرنسا في 10 مباريات دولية، واعتزل مبكرًا بسبب إصابة ليتحوّل إلى الصحافة، وكان المحرّك الأول تجاه إطلاق الدوري الفرنسي بنظامه الاحترافي عام 1932.
ولعل أبرز ما قدّمه فيران وهانو لعالم كرة القدم، فكرتان ينتظرهما متابع كرة القدم كل عام، وهما جائزة الكرة الذهبية التي وُلدت في مكاتب مجلة فرانس فوتبول عام 1956، وبطولة دوري أبطال أوروبا، والفكرة الثانية كانت صعبة الولادة، وبصرت النور بعد أعوام طويلة من المحاولة، إذ كتب هانو في مقال لصحيفة ميروار دسيبورتيس الفرنسية في ديسمبر 1934 عن الحاجة إلى بطولة قارية نظرًا للتطور الكبير في الطيران، وجاءت الحرب العالمية الثانية لتوقف كل المحاولات، إلى أن عرض على بقية زملائه في مكاتب صحيفة ليكيب، ومن بينهم فيران، فكرة دوري أبطال أوروبا في ديسمبر 1954، وتبناها الاتحاد الأوروبي في العام التالي.
باختصار، دوري أبطال أوروبا هو ملاذ الجميع، من صنّاع القرار في الأندية، إلى المدربين واللاعبين، ووصولًا إلى المشجعين في الملاعب ومئات ملايين المتابعين خلف الشاشات، والبطولة تطورت على مدار الأعوام بمساهمة من أشخاص كُثر، لكن الفضل الأكبر يعود دائمًا إلى أول من فكّر، وأول من خطط، وأول من سعى وراءها، وهما الصحافيان الفرنسيان جابرييل هانو، وجاك فيران.