|


تركي السهلي
«كامباوند» بعيد
2024-04-02
في الأندية المُتقدِّمة إداريًّا، تُفصل الصلاحيات، وتتوزَّع الأدوار بين المُلَّاك، والإدارتين التنفيذية والرياضية، ويؤدي كُلُّ صاحب مهمّةٍ عمله دون تداخلٍ، مع سعي الجميع إلى تحقيق الأهداف.
لكنْ مع أنديتنا الأربعة الكُبرى، اختلَّت المُعادلة، إذ لم يتم التعاقد مع التنفيذيين إلا مع حلول يناير الماضي تقريبًا على الرغم من أن العمل بدأ في الصيف، كما أن المدير الرياضي لم يباشر مهامه حتى الآن في المُعظم.
وبعد وصول التنفيذي إلى الأندية، ودخوله في دورة العمل، قفز على الأدوار كُلّها، وتجاوز حدوده، مع صمت بعض أعضاء مجالس الإدارات، وترك المساحة له بوصفه رجلًا خارقًا، سيحقق الأرباح، ويرسم الهوُيَّة الفنيَّة، ويُحدِّد مسارات الفريق، ويعقد الاتفاقيات.
وبالنظر إلى بعض الأندية، فإنَّه في الاتحاد، ذهب إلى أن يكون متحدثًا رسميًّا للنادي! وفي النصر، وقف في وجه المدير الفني، وألغى برامجَ تدريبيةً، كانت ضروريةً، وأخذ الفريق الكُروي إلى فشلٍ لياقي بسبب اعتماده برامجَ، ليس هو المسؤول عن رسمها!
إن صلاحيات الرئيس التنفيذي واضحةٌ، ولا تحتاج إلى تسليم كل الأمور إلى رجلٍ واحدٍ، كما أن المدير الرياضي بالغ الأهمية في الوجود، لكنَّ التوقيتَ خذل الجميع، وعطَّلَ الاستعجالُ القرارَ اللازم. لقد تداخلت الأمور في ثلاثة أنديةٍ من الأربعة، وهي: النصر، والأهلي، والاتحاد، وقاد الارتباك إلى ظهور الفشل المُبكِّر، وصمتت مجالس الإدارات عن المُعالجة الضرورية، وإصلاح الخلل في التوقيت الصحيح!
لقد حمى الهلال نفسه ومَن معه من التسليم الكامل، بينما كانت الموجة أعلى في البقية، وهذا أمرٌ، يحتاج إلى طرح مزيدٍ من الأسئلة، ومعرفة إدارة المسائل في التركيبة الكاملة. ومن الواضح الآن، أنَّ هناك خللًا في الاستقطاب، والتوظيف للعناصر الأجنبية الخبيرة الآتية من الأندية الأوروبية، مع عدم الاختيار الصحيح للوقت، والركض دون تدقيقٍ إلى مناطق لم يحن وقتها بعد. ومع اقتراب الانتهاء من الموسم الجاري، وحلول موسمٍ جديدٍ، تشكِّل المراجعة ضرورةٌ حتميةً كيلا يدخل التنفيذي على الرياضي على الفنّي، وتُصبح الإدارة العليا دون بوصلةٍ، وتعود الكُرة إلى الملعب القديم، والهتاف إلى مجرِّد الصدى، والجمهور إلى «x»، والأهداف كُلّها في «كامباوند» بعيد.