|


تركي السهلي
نداء الترحاب
2024-04-09
حينما تكون في العاصمة الإماراتية أبو ظبي عليك أن تتذكَّر التاريخ. المدينة العريقة، التي تأسَّست عام 1761، تظهر في الوقت الجاري بوجهٍ أكثر إشراقًا. هي المدينة التي تحكي عن «بعيا»، و«ليوا»، والنخلة، واللؤلؤ، وطرق العمق الإنساني.
في الجانب الآخر من التاريخ، يُعطي الوقت بُعدًا للمسيرة الخالدة في الدرعية، التي ظهرت عام 1447م. بين العراقة والامتداد يكون التلاق.
اليوم، ومن بين الجُزُر في الإمارات، تُنظَّم بطولة السوبر السعودي على كأس الدرعية، ليتعانق المجد والمجد.
وصلت أربعة فرقٍ سعودية إلى مطاري زايد، و«البطين»، وأطلقت مدينة البحر الفاتنة نداء الترحاب، وأطلَّ الوجه البشوش البهي على كُل الوجوه القادمة من الجهات الأربع.
بين السعودية والإمارات تاريخٌ مكتوبٌ، وقلوبٌ لا يغيب عنها الحُب، وممرَّاتٌ لا تؤدي إلا إلى المشتركات الأعمق بين الأرض والناس.
في كل المراحل المقطوعة بين سكَّان الجزيرة، كانت الحكمة ميزان الترجيح، ونباهة العقل نورًا لا ينطفئ.
إنَّ المسيرة الطويلة، تُعطي بُعدًا مختلفًا، والأعين التي ترى النقطة المُحدَّدة، لا تغيب عنها البصيرة، والمجد التليد يبقى صلدًا، والأقدام التي أخذت المسيرة لا تأخذها المنعطفات إلى غير هُدى. لقد أعطت الرياضة مُدن الخليج لونًا ناصعًا، وأسَّست التحوُّلات الكبرى في البناء فهمًا خاصًّا للعالم، يدور حول الفكرة، ويُنشئ أجيالًا، لا تعرف البطء، ولا تبقى عند الظل، ولا تعرف غير الاتجاه نحو المُشترك الواحد.
إنَّ القديم العريق، لا يُلغي الجديد الحديث، كما إن الرحلة المُضنية، لا تعني التوقُّف حين الرغد، فالإنسان ابن عصره، وابن بيئته، وهذا ما يعرفه الخليجي جيّدًا، ويبنيه بروحه قبل أن يُشيّده في ذهنه. لقد أعطت السعودية والإمارات الاتقاد في الأرجاء، وطردتا الكسل عن المنطقة، ولوَّنتا جدران المُدن بصورة التأسيس، وهمّة المرحلة. إنَّ كُرة القدم اليوم هي الرسالة الكُبرى لكل مَن يظنُّ أن اللعبة لا تُحدث تغييرًا، وأن الجمهور فوق الفُرجة، وأن المُدن التي دوَّنت التاريخ، تستطيع أن تكتب تاريخًا جديدًا، وأنَّ الدرعية تحمل ذهبًا، وأبو ظبي تفتح بين الماء والماء مسارات حياة.