|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش!
2024-05-01
* المُنتج الأصلي في أحيان كثيرة مرتفع الثمن، ويصعب على الكثيرين شراؤه، هذا الارتفاع فتح سوقًا كبيرة اسمها المُنتج المُقلّد، وهنا لا أقصد المُزوّر، بل أقصد تقليد المنتج بشكل يشبه الأصلي بنسبة مقاربة، مع فوارق بالجودة طبعًا، مثلما يحصل في عالم العطور، فهناك عطور مرتفعة الثمن، ويصعب شراؤها إلا للمتمكنين ماديًا، لذا ظهرت عطور «البدائل» الأرخص بكثير، وهي روائح مقاربة للروائح الأصلية لكنها تقدم بأسماء وعلب مختلفة، والبدائل هذه سمحت للغالبية أن تتعطر بما يشبه الروائح الأصلية الثمينة. كل هذا لا جديد فيه، لكن أن يكون هناك تقليدًا لفنان آخر فهذا جديد لم أسمع به من قبل. في مصر يحقق الفنان «نور دياب» نجاحات تصاعدية، وهو نسخة من عمرو دياب، يشبهه في الشكل والصوت، ويقلده في ملابسه وحركاته، ويغني أغانيه ويقيم الحفلات بتذاكر أسعارها أقل بكثير من أسعار تذاكر عمرو دياب الأصلي. العربية نت نشرت تقريرًا عن نور دياب، وقالت إنه أصبح مشهورًا وتتم دعوته للغناء في حفلات الزواج وأعياد الميلاد، ولأن ثمن إحيائه لحفلات الزواج والحفلات العامة أقل بكثير فقد أطلقوا عليه لقب «عمرو دياب الغلابة». لا أحب التقليد، وأرى كل مُقلِد عاجز، لكن تذاكر حفلات المغنيين الأصليين أصبحت مرتفعة الثمن، وطالما أن البزنس دخل عالم الغناء، وأصبحت الأغنية «سلعة» فعلى المغنيين أن يقبلوا بظهور البدائل لهم.
* في الصين فاز مواطن باليانصيب الكبير الذي تجاوزت جائزته المليار دولار. المواطن الصيني يتعالج من السرطان منذ 8 سنوات، وقال إن المبلغ سيسمح له بالحصول على خدمات طبية أفضل، لكن ما لفت نظري أنه قرر تقاسم المبلغ مع زوجته وصديقه، وقراره هذا ينم عن رجل لم تهزه ضخامة المبلغ، ولم يعمه عن رفاق دربه، صدقوني أن اختبار المال اختبار حقيقي، ولا أقصد المبالغ الصغيرة، بل أقصد المبالغ التي تتكشف أمامها أمانة وشجاعة ووفاء الإنسان. أتمنى أن يفوز أحد أصدقائي بمبلغ كبير، وأن يحذو معي حذو المواطن الصيني الكريم الوفي مع صديقه. بالنسبة لي لا أستطيع الحكم على نفسي إذا فزت بمثل هذا المبلغ، هل سأتقاسمه؟.. أم سأعطي جزءًا صغيرًا منه؟، لا أدري، صدقوني لا أحد يدري عن نفسه طالما أنها لم توضع في الاختبار الحقيقي.
* صموئيل بتلر: واحدة من المهارات الرئيسية في الحياة أن تعرف ما يجب إهماله.