|


خالد الشايع
سر التفوق الهلالي على الاتحاد
2024-05-01
مهما أوجد الاتحاديون من مبررات وأعذار لتبرير الهزائم السبع التي منوا بها هذا الموسم من الهلال، فلا شيء منها سيكون مقنعًا، إلا الاقتناع بعلو كعب الهلال، ومحاولة تقليص تلك الفجوة، واللحاق ببطل الدوري.
التحكيم، الدعم، الأخطاء الفردية، كلها مسكنات للجماهير المغلوبة على أمرها، قد تنفع لساعات، ولكن المشجع الفاهم، يعرف جيدًا أنها مجرد أعذار واهية، فلا يمكن في كل مرة أن يكون الحكم ضد الاتحاد، ليس هذا الموسم فقط، منذ 2017 إلى 2020 ثم من 2021 إلى 2024، لم يفز الاتحاد على الهلال سوى مرة وحيدة، هذا الموسم فقط فاز الهلال في سبع مباريات متتالية، كأطول سلسلة فوز في تاريخ لقاءات الفريقين، سلسلة لا يرغب الاتحاديون في أن تطول أكثر، ولكن لو استمرت الإدارة في البحث عن أعذار واهية في كل مرة ستطول أكثر.
حسنًا، لماذا الهلال يفوز دائمًا؟ ببساطة لأنه الأفضل فنيًّا، حتى مع خسارة أهم لاعبيه في وقت مبكر، نجح في ترتيب صفوفه والفوز والتأهل إلى نهائي كأس الملك، دعك من ضجيج الإعلام المهتم بالشأن الاتحادي، والمغردين المصدومين، وبعض المحليين المتناقضين، الهلال نجح فنيًّا، بعد أن رتب جيسوس تشكيلته من 4-3-2-1 لـ3-4-1 مع نقص سيرجي سافيتش، فأغلق كل منافذ القوة الاتحادية بثلاثة مدافعين، وسمح للأطراف بالتحرر فسجل واحد منهم هدف الفوز.
في بداية الموسم، لو خيّر أي اتحادي بين بنزيما وميترو سيختار الفائز بالكرة الذهبية بلا جدال، وبين كانتي وسافيتش، سيختار الفائز بكأس العالم مع منتخب الديوك، ولكن العبرة في الاختيار الأنسب، وليس في الأسماء، لهذا ميترو يقود فريقه للفوز في كرة مرة، وبنزيما يسجل الأهداف في مرماه.
الاتحاديون ومنذ بداية الموسم، وقعوا في سلسلة أخطاء بدءًا من عدم الثبات على الأسماء الأجنبية، وخيار جوتا الغريب، والذي انتهى به خارج التشكيلة، ثم عناد المدرب مع عبد الرحمن العبود، وتجديد الإدارة لعقد روما، ثم التخلي عن جروهي، ناهيك عن معسكر بلا خوض أي مباراة ودية، سلسلة أخطاء، أثرت على الفريق فنيًّا، جعلته يخسر من كل الفرق الكبيرة التي واجهها، يتحسر المشجع الاتحادي عندما يتذكر أن فريقه فشل في الفوز على الهلال والنصر والأهلي والشباب، في مواجهات الكبار كان يجر أذيال الخيبة، ولكنه بدلًا من أن يعترف بالخلل، بدأ رئيسه في كيل الاتهامات في كل صوب، لتبرير ساحته.
تسديد ديون وعقود لخمسة لاعبين عالميين، وستة لاعبين محليين، ومدرب من أغلى المدربين في العالم، كلها لم تقنع إدارة الاتحاد بأنهم نالوا دعمًا وافيًا، ولكن الخسارة من الهلال موجعة، تجعله يبحث عن أعذار خارج الملعب، ليته بحث عن أفكار لإنجاح فريقه، بدلًا من الاتجاه للتبرير غير المقنع.