|


صالح الخليف
حدث هذا في النمسا
2018-06-18
الإنسان هو الإنسان.. أقصد لا يختلف الناس بخيراتهم وشرورهم وسلوكياتهم عن بعضهم بعضًا.. الناس الطيبون كما يملؤون مشارق الأرض فإنهم أيضًا يحتلون مساحة واسعة من مشارقها..
كذلك الأشرار والمنبوذون والقتلة والمجرمون ومعدومو الأخلاق والضمير.. لا يردعهم دين أو قانون أو نظام حينما تتحرك خلايا الشر النائمة داخل شرايينهم.. في علم الجريمة الشاذة لا أرذل ولا أسوأ ولا أحقر من أب ينتهك بلا رادع تلك العلاقة المقدسة والمصونة مع بناته.. رجل يمارس القذارة والحرام والرذيلة مع ابنته.. هذا خبر استنسخ في أماكن عديدة من على وجه هذا العالم، اختلفت بطبائعها وقيمها ولغتها ودياناتها.. وكما قلت في أول الأمر.. الإنسان هو الإنسان وفي كل مكان.. خلاف واختلاف في تفاصيل صغيرة ليس إلا.. قبل ثلاثة أيام حكمت محكمة مدينة كريمس النمساوية الواقعة غرب فيينا بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا على والد ظل ينتهك عرض ابنته البريئة منذ طفولتها وحتى بلوغها سن الحادية والعشرين.. ويقول الخبر المفجع إن البلدة الصغيرة كلها كانت على علم بتلك الجريمة المقززة، لكن أحدًا لم يتطوع ويبلغ الشرطة بتفاصيلها. كما أصدر القاضي حكمًا على الأم بالسجن لمدة ثماني سنوات بحجة أنها لم توقف زوجها الباغي عن نواياه القذرة..
وفي ثنايا القضية أن الابنة الضحية أبلغت الكثيرين عن معاناتها إلا أن أحدًا ما استجاب وتدخل وحل المشكلة بأي طريقة خوفًا من الأب القاسي الذي كان يمتلك إحدى الحانات..
ويكفي على ما أظن القول بأن الأب مارس شهوانيته مع ابنته ولسنوات طويلة، حيث تبلغ الابنة الآن الثلاثين عامًا، فيما بدأت علاقته تلك منذ أن لامست الثمانية سنوات وحتى وصولها إلى الحادي والعشرين ربيعًا.. أي قرابة الثلاثة عشر عامًا وهي تعيش تحت ضغوط نفسية صعبة ومحطمة ورهيبة..
حتى نقل خبر كهذا والحديث عن أطرافه وأسبابه ومسبباته ليس محببًا للأنفس السوية، لكنني نقلته فقط للقول إن بني آدم تتشابه فضائلهم وخصائلهم الحميدة كما تتشابه سوآتهم وعيوبهم وفجورهم وعهرهم ورذائلهم وفي كل مكان.. والنمسا بلد تصنف من دول العالم الراقي والمتحضر..
ولن أجد أكثر وطأة وخسة ودناءة ووقاحة من هذه الجريمة.. عافانا الله وإياكم وحمانا وحمى بناتنا وبناتكم من آباء لئام مثل هذا..
يقولون كل فتاة بأبيها معجبة؛ فأين سيقف هذا المثل الدارج حينما تصله قصة كهذه.. سيتوارى خجلاً ويغادر ولن يعود أبدًا..!!