مرت إنجلترا عبر بوابة بنما إلى دور الستة عشر، بلا مفاجآت غير متوقعة، ودخل جاريث ساوثجيت بنفس تشكيل المباراة الأولى ضد تونس، مع استبدال ديلي آلي الغائب بداعي الإصابة، بالشاب لوفتيس تشيك، في حين لعبت بنما بخطة 4-1-4-1، بالعودة دفاعيا إلى 5-4-1، لأجل مزيد من التحفظ الدفاعي.

لم تسعى بنما للتسجيل، وأغلقت مناطقها منذ البداية، آملا في انتهاز خطأ، أو مرتدة خاطفة، يتميز الإنجليز في هذه النسخة بنضج أكبر وتحكم تكتيكي أفضل، لذلك لعب الفريق بدون ضغوطات، وانتظر هادئا اللحظة المناسبة، والتي جاءت مبكرا، عبر رأسية المدافع جون ستونز، مسجلا هدفه الدولي الأول، لتقع المسئولية على منتخب بنما للخروج الهجومي، انكشفت دفاعات بنما، لتتلقى الأهداف متتالية، تناوب عليها كين من علامة الجزاء، وجون ستونز مجددًا، مع تسديدة رائعة من لينجارد، لينتهي الشوط بتقدم مريح بخماسية نظيفة.

جاءت نتيجة الشوط الأول، ليصبح الشوط الثاني من المباراة قضية تحصيل حاصل، لعب فيه الأسود الثلاثة بهدوء أكبر، ليسجل كين هدفا سادسا، ختم به على "الهاتريك"، وصعد إلى صدارة هدافي المونديال، ليفسح المجال لمشاركة البدلاء، جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي وفابيان ديلف، وداني روز، وجاءت اللحظة التاريخية قبل نهاية المباراة، حين أحرز البديل فيليب بالوي هدفا تاريخيا لصالح بنما، ليسجل اسمه كصاحب الهدف المونديالي الوحيد في تاريخ هذا البلد الصغير.

ما يلفت الأنظار في المباراة، هو استمرار تميز المنتخب الإنجليزي في الكرات الثابتة، حيث انتصر على المنتخب التونسي بفضل هدفين من ضربات ركنية، وأعاد الكرّة بتسجيل أربعة أهداف، من ركلتي جزاء، وركنية، مع ركلة ثابتة تم تنفيذها بذكاء، ليبدو هذا السلاح هو الأخطر في كتيبة ساوثجيت، والذي يرغب في استغلاله، لضمان صدارة المجموعة في الجولة الثالثة ضد بلجيكا.