|


د. حافظ المدلج
لقاء الخاسرين
2018-07-13
غداً ستتوقف الكرة الأرضية من أجل كرة القدم، في أهم مبارياتها، التي تتكرر مرة كل أربعة أعوام، حيث نهائي كأس العالم بين فرنسا وكرواتيا، وربما تتفقون معي بأن شغلنا الشاغل خلال الأيام الماضية هو مباراة الغد، التي يتحدث عنها الجميع، وسيشاهدها قرابة ملياري شخص كأكثر حدث تلفزيوني مشاهد على الإطلاق يجمع الفائزين من مباراتي نصف النهائي يحدث ذلك غداً ويسبقه اليوم لقاء بلا لون ولا طعم ولا رائحة لأنه "لقاء الخاسرين".

تشرفت في العام 2010 بعضوية اللجنة المنظمة لكأس العالم في جنوب إفريقيا، وعايشت أهم تظاهرة كروية على مدى أربعين يوماً متواصلة بدأت قبل البطولة بأيام وانتهت بعدها بأيام، تعرفت حينها على معظم رجالات الاتحاد الدولي "فيفا" واستشعرت أهمية التنظيم وتكاليفه، وتعرفت على أهمية كل مباراة بالبطولة وتأكدت أن المباراة التي لا يرغب الفريقان بلعبها ولا تمثل أي أهمية للجنة المنظمة أو الجمهور أو الإعلام هي "لقاء الخاسرين".

وتشرفت في العام 2013 بعضوية اللجنة المنظمة لكأس القارات في البرازيل كبطولة مصغّرة تسبق كأس العالم بعام، وفي أهم اجتماعات اللجنة قبل النهائي بيوم قدّم كل عضو مرئياته عن البطولة، فتحدثت عن الهاجس الأمني وحاجز اللغة ومباراة المركزين الثالث والرابع مطالباً بإلغائها في كأس العالم بالعام المقبل أو في كأس العالم 2018، واستغربت حينها غضب رئيس الاتحاد الدولي آنذاك "بلاتر" الذي تحدث عن التذاكر والنقل التلفزيوني والرعاة المرتبطين بـ64 مباراة لا يمكن إلغاء أي منها، فكان ردي تطبيق الفكرة من العقود القادمة مع إصراري على عدم أهمية "لقاء الخاسرين".

تغريدة tweet:
المحزن أن "بلاتر" عاقبني بتكليفي بمراقبة "لقاء الخاسرين" الذي كان يقام عصراً في مدينة "سلفادور" والطيران بعدها مباشرة لحضور "لقاء البطولة" مساءً في "ريو دي جانيرو"، والمفرح أن "بلاتيني" رئيس الاتحاد الأوروبي اقتنع بالفكرة وقرر طرحها في الاتحاد ليتم إلغاء مباراة المركزين الثالث والرابع في يورو 2016 وقد وفى بوعده، ويقيني أن رئيس "فيفا" الحالي الأكثر فهماً لكرة القدم سيتخذ نفس القرار لأنه كان أمين عام الاتحاد الأوروبي حين تمّ الأخذ باقتراحي، وقد أسعدني تأييد المقترح من قبل بعض الصحف الإنجليزية مثل "ديلي ميل" وبعض النجوم مثل "ألن شيرر" وأنتظر تنفيذه قريباً، وعلى منصات التطوير نلتقي،،