|


كرة القدم.. أكثر من لعبة.. رئيسة كرواتيا نموذج

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.07.16 | 11:50 pm

لم تدع كوليندا كيتاروفيتش أحدا في حال سبيله مساء الأحد، إذ قبّلت وعانقت رئيسة كرواتيا جميع من على منصة التتويج، حيث بدأت بطاقم التحكيم الأرجنتني وواست أبنائها الكروات ثم انتهت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولاعبوه الذين حظوا أيضا بمعانقتها، وهو جعل أحد المغردين في تويتر يقول: يبدو أنها متوجهة الآن إلى المدرجات كي تحضن الجماهير.



سحرت الرئيسة الحمراء العالم بحماسها كأول امرأة سياسية تشجّع فريقها بمحفل كروي، ولا عجب أنها حصلت على إجازة رسمية دون راتب وسافرت إلى موسكو مع مواطنيها على متن رحلة تجارية، وبعد أول مباراة لمنتخب بلادها في الأدوار النهائية، ظهرت في مقطع فيديو وهي تهنئ وتعانق اللاعبين في غرفة الملابس بعد الانتصار الصعب على الدنمارك.
تبدو كوليندا امرأة شعبية ومتواضعة، حيث ولدت بمدينة رييكا الكرواتية لأبوين مزارعين في 29 أبريل 1986، وبسبب امتلاك والدها لمتجر جزارة انتقلت إلى قرية صغيرة اسمها لوباتشا، بينما ذهبت إلى الولايات المتحدة لدراسة سنة واحدة بمدرسة لوس ألاموس الثانوية في ولاية نيو مكسيكو، فيما عادت إلى موطنها لاحقا ونالت من جامعة زغرب شهادة البكالوريوس في الأدب وشهادة الماجستير في العلاقات الدولية.
تزوجت الرئيسة الكرواتية عام 1996 من أشهر بطل للتزلج في كرواتيا، يدعى ياكوف كيتاروفيتش، ولديهما الآن طفلان كاترينا 17 عاما، ولوكا 15 عاما، بينما لم تمنعها حياتها الخاصة من إكمال مشوارها السياسي إذ شغلت منصب وزير الخارجية عام 2005، ثم أصبحت سفيرة بلادها في الولايات المتحدة بين من 2008 إلى 2011، والمذهل أن كوليندا تتحدث عدة لغات أجنبية بطلاقة أبرزها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية.
فازت الحسناء الشقراء بكرسي الرئاسة كأول امرأة كرواتية مطلع 2015، وسط منافسة الرئيس السابق إيفو يجوسيبوفيتش الذي خسر السباق بعد جولة تصويت ثانية بنسبة لا تتجاوز 1.48% في بلد يتراوح عدد سكانه 4 ملايين نسمة فقط. ولكن بعد النجاحات الهائلة التي حققها القائد مودريتش والمدرب زلاتكو في المونديال الروسي، انقسم الكرواتيون ما بين مؤيد لرئيستهم وما بين معارض لها ينتمي أغلبهم إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي وبعض الأحزاب الأخرى.
ويرى السياسيون في العاصمة الكرواتية زغرب، أن تصرفات كوليندا من رقص وفرح أمام المشجعين والكاميرات، مجرد لعبة وطنية خفيّة تحاول خلالها توطيد حكمها في ظل مأزق سياسي وأزمة اقتصادية وتوتر متصاعد تشهده العاصمة زغرب، وبالتالي لن تنجو صاحبة الـ50 عاما من الانتخابات الرئاسية العام المقبل، رغم اعتقاد السياسيين باستمالتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إثر تصريحات نقلتها وكالة "أسوشيتد برس" عن معارضة زعيمة كرواتيا عزل روسيا والاستعاضة بالحوار معها.
وتنطلق الانتخابات الرئاسية الكرواتية في 21 ديسمبر 2019، ولم يعلن أي مسؤول سياسي اعتزامه الترشح لخوض غمار الانتخابات، ولكن أشارت صحيفة سلوبودنا دالماسيجا" الكرواتية إلى عدة مرشحين أبرزهم: الرئيس السابق إيفو يجوسيبوفيتش، الأستاذ الأكاديمي زايجكو راينر، وزيرة التخطيط العمراني السابق أنكا تاريتاس، متحدث البرلمان السابق بوزو بيتروف، عضو البرلمان الحالي إيفان سينسيك، فيما يظل أبرز منافسيها رئيس الوزراء الحالي زوران ميلانوفيتش.