|


سعد المهدي
نجوم يختفون في المنتخبات
2018-07-16
فشل ليونيل ميسي، وكريستيانو رنالدو، ثم نيمار دا سيلفا في قيادة منتخبات بلادهم إلى تحقيق كأس العالم، كما كانوا يسهمون بدرجة مؤثرة وكبيرة في قيادة أنديتهم إلى البطولات، ما أشرع الأبواب أمام أسئلة كثيرة، لكنها في المجمل تتركز على: هل في إمكان الفرد تحقيق الفوز نيابة عن الجماعة؟

وكان الجواب حاضرًا دائمًا "كلا"! وأرى أن الخطأ يكمن في طرح مثل هذا السؤال في الكيفية، حيث يمكن أن يأتي: هل يستطيع مثل هذا النجم التأثير إيجابًا على تحقيق الفريق هدفه، وبأي درجة يمكنه فعل ذلك؟ والجواب في الغالب سيكون "نعم". مع مراعاة إمكانات العناصر الأخرى للفريق، ومدى انخراطه "النجم" الكامل في المهمة بدنيًّا ونفسيًّا، وتوافق قدراته مع أسلوب وطريقة وخطة اللعب جماعيًّا.

كما أن فشل الثلاثي الأشهر، جاء بنسب متفاوتة، من الخروج من دور المجموعات للأرجنتين مع ميسي، إلى خروج البرتغال من دور الـ 16 مع كريستيانو، ثم خروج البرازيل من الدور ثمن النهائي مع نيمار، ما يعكس إمكانات المجموعة، وتفاوت قدراتها، أكثر مما إذا كان هؤلاء الثلاثة قدَّموا كل ما لديهم، أو لم يتمكنوا من فعل ذلك، وماذا كانت نسبة التأثير المرجَّحة التي تم فعلها، أو مدى تقصير أحدهم حينها؟

لم يترك فشل الثلاثي سؤالًا إلا وطرحه: ميسي يلعب لبرشلونة بطريقة أفضل، فهل هذا يعني أن مجموعته في برشلونة هي التي تحمله على أكتافها، أو أنها تستطيع أن تُظهر أفضل ما لديه؟ أم أن شخصيته لاعبًا تم بناؤها بعيدًا عن المنتخب، ولم تعد صالحة له؟ ولماذا لا يستطيع ميسي التأقلم مع زملائه في المنتخب وهو الذي يملك قدرات كبيرة، ويتجاوب مع ما يعوِّله عليه الأرجنتينيون؟
كريستيانو، ونيمار حالهما أفضل مع البرتغال والبرازيل، فقد حققا مع منتخبَي بلادهما "بطولة القارة"، مع أفضلية لنيمار الذي يملك فرصةً أكبر لتحقيق لقب المونديال باللعب لمنتخب البرازيل في مونديال 2022، لكنَّ اللاعبَين يشتركان مع ميسي في أن قيمتهم الكروية جميعًا ترتفع مع أنديتهم، وتقل مع منتخبات بلدانهم، والسبب في وجهة نظري هو أن اللاعبين الثلاثة، حققوا شهرتهم من خلال الريال وبرشلونة، اللذين يتابعهما كل العالم، ويعرفهم من خلال الناديين، ولم يعرفهم عن طريق منتخبات بلادهم.

نجوم مثل بيليه وسقراط وكمبس ومولر ومارادونا وكرويف وبكنباور عرفتهم الجماهير من خلال المنتخبات لا الأندية، ولم تكن حينها الخدمة التلفزيونية والإعلامية كما نشاهدها الآن، ولا أجندة البطولات بهذا الازدحام، الذي يذهب أغلبه للأندية، لذا فإن الإعجاب بهم، ومعرفة قدراتهم، وبروز نجمهم ارتبط جميعًا بالمنتخبات، عكس الحال مع نجوم مثل ميسي ورنالدو ونيمار، وسينسحب ذلك في الغالب على مَن سيخلفونهم.