|


أحمد الحامد⁩
الحظ والأبطال الجدد
2018-07-16
1ـ فازت فرنسا بكأس العالم بجدارة، الجدارة ليست مدبَّبة، من الممكن أن يقف عليها أكثر من شخص، أو فريق، أو بلد، أو حضارة. كرواتيا وبلجيكا أيضًا كانتا تستحقان الفوز، لكنَّ فرنسا كانت جاهزة أكثر. الجهوزية التي أقصدها هي أن تكون مستعدًّا مهنيًّا على كافة الأصعدة، بما تعنيه الكلمة من معنى، ثم تدعو الله الكريم أن يرزقك الحظ المناسب. الحظ رفيق النجاح، الحظ أحيانًا هو التوقيت المناسب.
كل مشروع ناجح تجد أن توقيته، جاء في المكان والظروف المناسبة. المنتخب الفرنسي تشكَّلت لديه هذه العوامل: لاعبون ماهرون من جيل واحد، وسيناريو مباراة نهائية، جاء في صالحه. هو يستحق الفوز، لكنَّ الحظ أيضًا كان معه، الحظ الجيد لك، يقابله حظ سيئ للآخر، وإلا لن تفوز. لاحظوا أن سيناريو المباراة النهائية، هو أسوأ سيناريو لكرواتيا في سبع مباريات.

2ـ استمعت إلى الكابتن الكبير حسن شحاتة في لقاء تلفزيوني، جمعه مع الكابتن فاروق جعفر.
شحاتة: "الناس بتقول إزاي بلد زي كرواتيا أربعة ملايين تتأهل للنهائي ومصر مئة مليون ومتتأهلش إلى دور الـ 16؟".
جعفر: "المسألة علمية يا كابتن"!
تساؤل الكابتن حسن، الذي نقله من الجمهور، أجاب عنه فاروق جعفر بكل مهنية وعلمية، ليس في كرة القدم فقط، بل وفي كل شيء. العلم هو الذي يرفعك، ويضعك في ظروف أفضل على كافة المستويات.

3ـ بالمناسبة: ما أخبار المنتخب الإنجليزي؟ هل عادت الكرة إلى مهدها؟ الإعلام الإنجليزي فقدَ فريقه منذ عشرات السنين، لكنه لم يفقد لسانه الطويل! هل للتسويق الإعلاني دور في ذلك؟ عام 2002 ضمَّ مدرب الإنجليز اللاعب والكوت وعمره 17 عامًا، ثم أصبح والكوت حديث الصحافة لعدة أيام، حيث صوَّرته على أنه بطلهم المفقود. لم يحدث شيء، كان لاعبًا عاديًّا، كل ما في الأمر أن لسان إعلامهم طويل.

4ـ لا أعلم كيف وجدت نفسي هذه المرة مندفعًا نحو مباريات كأس العالم؟ كتبت عنها طوال البطولة، يبدو أن بعض الفرق التي شجعتها كانت تحقق على ملعب المباراة ما لم أحققه أنا على ملعب الحياة. هي أنت أحيانًا، أو ما تود أن تكون عليه!
الكثير من الجماهير شجعت بلجيكا وكرواتيا، كانوا يريدون لهما النجاح، هل كانوا يبحثون عن النجاح لأنفسهم كأبطال جدد؟