|


أحمد الحامد⁩
لكل نبيل حاقد
2018-10-21
دعوني أختصر لكم الموضوع، وأجعله في صورة مصغرة حتى يصبح أقرب وأسهل. في الماضي كانت أفعال زعماء وشيوخ القبائل والشخصيات الكبيرة في المدن، هي التي تتحدث عنهم، وتبني لهم مقامًا عاليًا، وسمعة أغلى من الذهب، لكنَّ هذه الشخصيات “الرموز”، كان لها أيضًا حُسَّادها الذين يحاولون دائمًا أن ينالوا من سمعتها، وكان هناك أيضًا من الوضيعين من الناس مَن تحولوا إلى حاقدين على أصحاب تلك الأسماء النبيلة حسدًا وغيرة.
وحاولوا أن يطلقوا ألسنتهم، لكنَّ محاولاتهم كانت دائمًا فاشلة، لأن أفعال الرجال الكرماء والشجعان لا تُغطى ولا تدثر، خاصةً أن إعلام تلك الشخصيات النبيلة، هو تصرفاتها، وينشرها مَن وقع عليه المعروف، ومَن أُعجب بهذا المعروف، فبقي الاسم الخالد، وبقي احترامه، وانطفأ حقد الحاسد. ومع التطور والتغيير عبر كل السنين، بقيت المعايير نفسها، وهي الأخلاق والسمعة والصيت الحسن التي لن ينالها الإنسان إلا بصدقه وعطائه وحُسن نيته وآلام كرمه، كما بقي أيضًا أولئك الحساد والحاقدون من الناس، يحقدون على تلك الشخصيات الفذة، ويحاولون أن ينتقصوا من قدرها، لكن دون جدوى. الآن أقول لكم إن التاريخ فعلًا يعيد نفسه، لكن بصورة أوسع، فيبرز السيد أكثر، ويكون حقد الوضيع أكبرـ الآن على مستوى حديث، وسائل إعلامٍ وأموال لدى الحاقد.. هل اتضحت عندك الصورة؟
ما تتعرض له المملكة، هو نفسه ما تعرض له الرجل النبيل الذي تزَّعم لأنه أهل لذلك، بأفعاله وعطائه وأخلاقه وتعبه، وما تحاول أن تفعله بعض الدول الحاقدة والأحزاب المرتزقة، هو نفس ما كان يفعله أولئك الذين حاولوا تشويه سمعة مَن أعطته الناس محبتها عرفانًا بأثره عليها. صدقوني مهما حدث ومهما أطلق الحاسد سمومه لن يغيِّر من الواقع شيئًا، لكنه الآن يخسر أمواله، ويُتعب نفسه، ويجمع حوله من المرتزقة مَن سينقلبون عليه يومًا ما. هل تعرفون صفات المرتزقة؟ يقولون إنهم معه طالما يُطعمهم، ويقفزون من مركبه بمجرد أن تعلو الأمواج، ويشعروا بأن المركب سيغرق!
هذه حكاية النبيل الذي كُتب عليه أيضًا أن يدافع بأخلاقه وعطائه. لكل نبيل حاقد، ولكل ناجح حاسد، هذا ما تعيشه المملكة الآن، لا عليكم بتصرفات حسادها، بلادكم أكبر من أن يؤثر فيها الضعفاء.